قررتُ أن يكون عام ٢٠٢٤ عام الكتابة والتدوين بالنسبة لي، وأن يكون شعاري فيه “أن أكتب كثيرًا”، ولذلك حكمتُ على نفسي بتحدٍّ للكتابة اليومية يستمر لمدّة ٣٠ يومًا في مدوّنتي.
هذا الحكم بأعمال الكتابة الشاقّة لمدة ٣٠ يومًا هو حكم مخفّض ومقتبس من مقولة للرافعي في إحدى رسائله لمحمود أبي ريّة يقول فيها:
“وما أرى أحدًا يُفلح في الكتابة والتّأليف إّلا إذا حكم على نفسه حكمًا نافذًا بالأشغال الشاقّة الأدبية، كما تحكم المحاكم بالأشغال الشاقّة البدنيّة. فاحكم على نفسك بهذه الأشغال سنتين أو ثلاثًا، في سجن الجاحظ أو ابن المقفّع أو غيرهما ..”(١)
ولعلّك قد استنتجت من مقولة الرافعي لمَ حكمتُ على نفسي بالتدوين اليومي؟
حكمتُ على نفسي بالأشغال الكتابية الشاقّة والمحبّبة في الوقت نفسه لأنّني أريد أن أحيا مع الكتابة وبها، وأن أصل إلى أقصى ما يمكنني الوصول إليه من تطوير قدراتي في الكتابة.
لماذا الآن؟
من خلال عملي في كتابة المحتوى خلال السنوات الثلاثة الماضية، تأكّدتْ لدي قناعة بأن أفضل ما أعمل به هو الكتابة، وأنّها جوهر موهبتي؛ وأصبح لدي هاجس أن أكتب كثيرًا، أن أكتب وأكتب ولا أفعل شيئًا آخر سوى الكتابة، وأن أستدرك السنوات من عمري التي عبرت دون أن أكتب.
لذلك قررتُ أن أُلمْلم نفسي وطاقتي ووقتي وأوجّهها نحو الكتابة، وأن أتخلّى عن بقية المهام والمسارات التي كنت أعمل عليها، التي أنا متأكّدة من أنّها ستتحقّق ضمنيًّا من خلال استمراري في التدوين.
إنّ الاقتصار على الكتابة والتفرّغ لها هو قرار شخصي مبني على طاقتي وظروفي وحبّي للكتابة وهدفي منها؛ إذ أنّني لم أستطع الجمع بينها وبين كتابة المحتوى والأعمال الأخرى.
كيف أساعد نفسي على الاستمرار في النشر؟
ولأن الكتابة عمل شاقّ والنّشر أمرٌ مخيف نوعًا ما، قررتُ أن أضع لي معايير تعينني على الاستمرارية، وهي:
- البساطة: أن أقبل ما يجود به ذهني ويسعفني به قلمي من أفكار وصياغة، وأنشرها ولو كانت بسيطة أو تبدو سطحية.
- التخلّي عن المثاليّة: أن أرضى بجودة فوق المتوسط أو متوسّطة، ذلك يكفيني للنشر.
- عدم وضع محدّدات:
- فلن ألزم نفسي بعدد معيّن من الكلمات.
- ولن أجبر تدوينتي على تلبية متطلبات التحسين لمحركات البحث، وإن استطعت فسأفعل.
- ولن أضيّق واسعًا عند اختيار الموضوعات، وإن كنت أريد أن أركّز على الكتابة الرقمية والتدوين ما تيسّر لي ذلك.
ساعدني على النّجاح في تحدّي ٣٠ يومًا مع الكتابة
سأكون سعيدةً جدًا إن اقترحتَ علي موضوعًا أكتب عنه؛ يمكنك أن تسألني عن أي شيء يتعلّق بالكتابة وتعلّمها والحياة معها.
(١) كيف تكتب رواية أو قصة قصيرة، أحمد المنزلاوي، ٢٠٢٣. صفحة ١٨
2 تعليقات
فكرة ممتازة يا مريم، و الشروط التي وضعتها فعلاً تساعد ان تبسط عليك المهمة و تنشرين بشكل دوري او يومي ان صح التعبير! في انتظار تدويناتك !
أهلًا بثينة،
يسعدني قراءتك لتدويناتي يا رفيقة التدوين.