المدونات ينبغي أن تكون ممتعة!
Edit Content
نبذة عنّي
كاتبة المحتوى مريم بازرعة
مريم بازرعة

على مدى عشرين عامًا درستُ اللغة العربية وعملتُ في مجال التّعليم والتّدريب وخضتُ كتابة المحتوى.

والآن، اخترتُ أن تكون الكتابة حياتي ووسيلتي لنشر المعرفة وأن أساعد من يريد تعلّم الكتابة الرّقميّة لإتقانها ولتكون وسيلته لتحقيق أهدافه الشخصيّة والمهنيّة.

النشرة البريدية

كتاب قراءات ونصوص في الأدب العربي (٢)

ستُبدي لك الأيامُ ما كنت .. واهمًا

هذا ما خطر ببالي وأنا أتصفح الكتاب البارحة، وبدا لي أن أصدق كلمة قيلت في التدوينة السابقة هي: أنني أحببته على الرغم مما أنكرته منه وأنكرته من نفسي. دعونا من مسألة الأخطاء الطباعية والاضطراب في بعض الصفحات، فقدت وجدت إقرارا في بداية الكتاب بأنها طبعة مؤقتة ومستعجلة وأنه يعتريها ما يعتريها، هذا شيء لا يضر ألبتة.

هناك شيء ما أنكرته في الكتاب ولم أدركه حينها، لم أقف عند ذلك الشعور لأعرف بالضبط ماذا أنكرت؟ وما المستغرب؟ لكن الآن عرفت، وأستطيع أن أقول أنه  الشعور بالحياد تجاه الكتاب؛ فالكتاب لم يدهشني وفي الوقت نفسه لم أرفضه، موقف غير محدد، ومع ذلك أعود إليه ثم أتركه.

الكتاب عبارة عن مختارات شعرية لطلبة اللغة العربية في الجامعة، ولأن تخصصي لغة عربية فلابد أن شيئا من هذه المختارات قد مرّ علي خلال دراستي، وإن لم يكن هناك فلعلني رأيتها في المفضليات أو في حماسة أبي تمام، أو قرأتها في ديوان الشاعر أو أحد أمهات كتب الأدب، أو ربما شرحتها للطالبات في المدرسة.المقصد أنها في مجملها معروفة بالنسبة لي.

– وما التخريج المناسب لتلك المشاعر إذن؟ وكيف أفسّر صفة الصديق الحبيب التي استفتحت بها التدوينة السابقة؟ لا أعلم!

ربما لأنه مختارات شعرية، وأنا أحب قراءة الشعر، وكلما أمسكت به وقلبت أوراقه سعدتُ وأنستُ بلقاء القصائد التي أعرفها، مثلما  يأنس المرء بلقاء أشخاص يحبهم.

أو ربما أكون قد منحته ذلك الوصف بسبب قوة تأثير الانطباع الأول، فقد اعتقدت فيه الكثير، وبقيت على ذلك الانطباع والاعتقاد بأنه قيّم ويقدم لي ما أريد، دون أن اختبر ذلك فعلا.

أو ربما لوجود بعض النصوص التي تعرفت عليها لأول مرة هناك واستوقفتني، فعلى سبيل المثال: لأول مرة ألتقي بالشاعر الفيتوري وأتعرف عليه في قصيدته “إلى وجه أبيض”، وتعرفتُ  أيضا على قصيدة  “اللص” للبردوني، وسينية ابن زيدون الرقيقة، وأعجبتني قصيدة للمتنبي يستعطف فيها الأمير أبا العشائر، ولأول مرة ألتقي فيها برائعة السياب “أنشودة المطر” وأقرأ شرحا وتحليلا لها، وأظن أن تحليل قصيدة السياب هو أقيم ما في الكتاب برأيي. هذه هي  المحطات التي كنت أذهب إليها كلما فتحت الكتاب.

هذه الأسباب التي ربما جعلتني أصفه بالصديق الحبيب، و لاننسى غلاف الكتاب والانطباع الذي تركه.

هذا ما بدا لي قوله من وحي هذا الكتاب، وقد اخترتُ قصيدة محمد الفيتوري لأعرضها:

ألئن وجهي أسودٌ ولئنّ وجهك أبيضٌ ؟ سميتني عبدا

و وطئتَ إنسانيتي، وحقرتَ روحانيتي، فصنعتَ لي قيدا

وشربتَ كرمي ظالما، وأكلتَ بقلي ناقما، وتركت لي الحقدا

ولبستَ ما نسجت خيوط مغازلي، وكسوتني التنهيدَ والكدّا

وسكنتَ جناتِ الفراديس التي بيدي نحتُّ صخورها الصلدا

وأنا .. كما استلقيتُ في كوخ الدجى، أتلفّعُ الظلمات والبردا

كالشاة .. أجترُّ الكآبة عاقد حولي دخان تفاهتي عقدا

حتى إذا انطفأت مصابيح السما، وانساب نهر الفجر ممتدا

أيقظتُ ماشيتي الهزيلة وانطلقتُ أقودها لمراحها قودًا

فإذا سمنّ نعمتَ أنت بلحمها ، ونبذتَ لي الأمعاء والجلدا


التاريخ الأصلي للتدوينة

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

نبذة عن الكاتبة
كاتبة المحتوى مريم بازرعة
مريم بازرعة

تعلّقتُ بالقراءة قبل أن أتقنها، وعلى مدى ثلاثين عامًا خضتُ الكثير من التجارِب واكتسبتُ خبراتٍ متنوّعة، وكانت الكتابة رفيقتي الهادئة طوال تلك الرّحلة.

والآن، اخترتُ أن تكون الكتابة حياتي ووسيلتي لتزكية العلم ونشر المعرفة ومساعدة من يريد أن يتعلّم الكتابة ويكتب مدوّنته؛ ليشارك معرفته ويعزّز علامته الشخصيّة ويحقّق تميّزًا في حياته المهنيّة والعمليّة.

النشرة البريدية

أحدث المقالات