المدونات ينبغي أن تكون ممتعة!
Edit Content
نبذة عنّي
كاتبة المحتوى مريم بازرعة
مريم بازرعة

على مدى عشرين عامًا درستُ اللغة العربية وعملتُ في مجال التّعليم والتّدريب وخضتُ كتابة المحتوى.

والآن، اخترتُ أن تكون الكتابة حياتي ووسيلتي لنشر المعرفة وأن أساعد من يريد تعلّم الكتابة الرّقميّة لإتقانها ولتكون وسيلته لتحقيق أهدافه الشخصيّة والمهنيّة.

النشرة البريدية

كواليس إنشاء مدوّنتي الجديدة

صورة مكتوب فيها عنوان التدوينة

مرحبًا بكم،

هذه أوّل تدوينة أنشرها في مدوّنتي الجديدة.

وهذه المدوّنة الجديدة هي خامس مدوّنة لي.

وللتوضيح هي الخامسة من حيث عدد المدوّنات التي أنشأتُها، لكنّ بالنّظر إلى الاستخدام والنشر فهذه هي المدوّنة الثانية.

فقد كانت الثلاث الأول مجرّد أمانٍ لم تكتمل ولم تتوّج بأي نشر.

 

قبل قليل كتبتُ جملة لأبدأ فيها حديثي عن دافع كتابتي لهذه التدوينة ثم مسحتُها،

لماذا يا تُرى؟

لأن تلك الجملة الممسوحة هي السبب القريب والمباشر لكتابة هذه التدوينة، لكنّي أحببتُ أن أذهب إلى ما هو أبعد وأعمق من ذلك السبب المباشر.

وأفترض أن حديثي عن هذا السبب أو الدافع سيكتنفه بعض التحدّيات، مما يجعل تقدّمي في كتابة التدوينة بطيئًا، أو حتى قد أنحرف عنه بعض الشيء. لذلك لا أستطيع توقّع كيف سيأخذنا الحديث. وحتى لا يثنيني ذلك عن المضي قُدمًا في كتابتها سأضعُ محدّدات تشجعني علي إنجاز الكتابة والنشر.

سأتّفقُ مع نفسي على أنّني إن استطعتُ أن أكتب نصًّا أُعربُ فيه عمّا في نفسي بنسبة تفوق النصف، وبإنشاء مقالة جيدة تنظيميًّا بنسبة -ولْنقل أيضًا- تفوق النصف فإنّي سأنشرُ هذا المقالة.

  • اتّفقْنا؟
  • اتّفقْنا

فلْنبدأ،

أرى أنّ مدوّنتي هذه قد جاءت في وقتها الصحيح. الوقت الذي تحوّلت فيها نظرتي وتصوّري للكتابة الرقمية من مجرّد هواية ممتعة إلى مهنة ممتعة أيضًا بل غاية الإمتاع. ولا يخفى عليكم أثر تغيّر النّظر إلى شيء ما وما يترتب عليه من فعل؛ فالتّصورات والمعاني الوجدانية هي محرّكات السلوك ودوافعه. 

ويتمثّل هذا التّصور الجديد في:

أن أستثمر خبرتي في مجالات اللغة العربية والتعليم والكتابة في إنشاء محتوى احترافي يلبي الاحتياج اللغوي لدى المبدعين من كتّاب المحتوى.

وأنا أكتب العبارة السابقة بدا لي أنّ وصف ذلك التّصور بالجديد غير صحيح. فهو ليس جديدًا تمامًا بل هو قديم وكامن في أعماق نفسي، ولكنّ الجديد حقيقةً هو:

أنّني استطعتُ أن أضع يدي عليه وأن أصفَه وأصوغه في كلمات تعبّر عنّي وفي الوقت نفسه تلبّي احتياج جمهوري المستهدف.

و أستطيع القول أن اشتراكي في رديف قد أسهم في إنضاج فهمي لوجودي الرقمي، ومن خلاله التقيت بـ محسن الذي ساعدني في إنشاء موقعي هذا الذي نحن فيه الآن.

 

وقد كان يتوجّب علي نتيجةً لذلك الفهم الجديد أن أتساءل كثيرًا .. ما المحتوى الذي سأقدّمه؟

ويتكرّر السؤال تارةً لاستجلاء طبيعة محتوى مدوّنتي، وتارةً أخرى لتقريره في نفسي.

فكان من ذلك المحتوى الذي أستطيع تقديمه وأرى أنّه سيكون مفيدًا لكتّاب المحتوى الكتابة من واقع تجربتي عن خلفية نصوصي الكتابية وكواليس إنشائها؛ كيف اخترتها؟ وكيف صغتها؟ وما العقبات التي واجهتها؟ وما الطرقات المستقيمة أو تلك المتعرّجة التي سلكتها أثناء الكتابة والتفكير في الكتابة؟

وهي مساحة للكتابة محبّبة لي وتناسبني، وأضربُ فيها عصفورين بحجر واحد كما يقولون، الأول هو إفادة القرّاء وإمتاعهم -آمل ذلك-، والثاني هو أن أضمن استمراري في الكتابة ومن ثم تفعيل المدوّنة لتكون مرئية من محركات البحث ومتابعة من القرّاء.

الاستمرارية هي إحدى التحدّيات التي أواجهها، ووضعتُ تعريفًا للاستمرارية وهو: الالتزام بالتدوين شبه اليومي. حتّى أنّني بدأت في وضع قائمة أسميتها “دوافع الاستمرار في التدوين” لأتغلّب على ذلك التحدّي. وكان من عناصر تلك القائمة أن أكتب بتلقائية عن يومياتي، وحتى تكون مفيدة للقراء المستهدفين رأيت أن تكون حول يوميّاتي مع الكتابة وكواليسها.

وقد وضعت لذلك تصنيفًا في المدوّنة بعنوان “عفْو الخاطر”، أكتُبُ فيه بتلقائية وأعبّر عن نفسي بما يتيسّر لي من الحديث والاسترسال.

ولا يخفى عليكم اختلاف هذا النوع من الكتابة التلقائية التي يناسبها مسمّى التدوينات عن تلك التي هي مقالات تثقيفية تستهدف إفادة القراء بصورة مباشرة وتتّسم في المجمل بالموضوعية وإحكام التوجيه.

أظنّ أنّك الآن عرفت السبب الرئيس لهذه التدوينة، وهو أنّها تأتي في سياق تدوينات عفْو الخاطر، وتحديدًا تلك التي تتعلق بـ”كواليس الكتابة”، والتي اعتمدتُها كنوع من أنواع المحتوى المفيد الذي سأقدّمه لقراء مدوّنتي.

 


 

ولأنّ ممّا ينطبق عليه أن يكون كواليس للكتابة الحديث عمّا أعايشه هذه الأيام مع مدوّنتي الجديدة؛

فقلتُ في نفسي: لمَ لا أكتب عن كواليس إنشاء مدوّنتي؟ وبداياتي معها.

وسأبدأ في ذلك بقولي:

إنني لم أكن أتوقّعها أبدًا أن تكون بهذا المظهر، بل كنت أريد مدونة بسيطة ومرتّبة ومسالمة.

نعم، مسالِمة.

أمّا هذه الجميلة فهي تستفزّني وتتحدّاني، وستكلّفني ما لا أُطيق.

فهي تتطلّب منّي أن أستمرّ في الكتابة وأن أكتب بمستوى يناسب جمالها وأناقتها.

ولا أخفيكم سرًّا أنّني عندما رأيتُها أوّل مرّة وجلِتُ وشعرتُ أنّها لا تنتمي إلي، وبدتْ لي كأنّها موقع لشركة ما.

لكن مع الأيام بدأتُ آلفها؛ ومع تغييري للنصوص والصور التي فيها ووضع نصوصي وصوري شعرتُ بأنّها بيتي، وكأنّ صفحاتها غرفٌ أجهزها وأُأثّثها بأغراضي وألواني وهويتي.

وهو تأثيث غير مكلٍف ماديًّا.


 

في الواقع هناك الكثير من الكلام الذي كان يدور برأسي لأكتبه عن مدوّنتي الحبيبة ولكنّي سأكتفي بما كتبتُه وسأتوقّف عنده.

وسأضع لذلك الكلام الكثير عنوانًا مناسبًا يُفصحُ عن محتواه، وذلك العنوان هو:

“ربّ امرئٍ تعلّم التقنية رغم أنفه”.

وأنا المقصودة بهذا الكلام؛

فمن شراء الاستضافة إلى حجز النطاق (الدومين)، إلى التعامل مع أدوات المدوّنة، وتصميم الصور على كانفا وتحويل الصور من صيغة إلى صيغة ونقل التدوينات من مدوّنتي السابقة، كلّها أمور تقنية كنتُ أهربُ منها.

كلُّ ما كنتُ أريدُه هو الكتابة والتعامل مع محرّر النصوص فقط لا غير.

لكن، وكما قال ابن المعتز:

رُبَّ أَمــرٍ تَتَّـقـيهِ             جَرَّ أَمراً تَرتَجيهِ
خَفِيَ المَحبوبُ مِنهُ       وَبَدا المَكروهُ فيهِ
فَاِترُكِ الدَهرَ وَسَلِّمـ       ـهُ إِلى عَدلٍ يَليهِ

 


 

ذكرت في بداية التدوينة بأنني لا أستطيع توقّع كيف سيأخذنا الحديث، وهذا ما حدث بالفعل، لكن لا بأس فهذه ميزة أن تكتب مقالة عفو الخاطر، وأظن أنّني قد استوفيتُ شروط الاتفاق اللازمة لنشر هذه التدوينة؛ فحان وقتُ نشرها.

 


هذا الفقرة عبارة عن كواليس الكواليس،

فأثناء عملية المراجعة والتحرير،  

  • جرّبتُ تغيير لون الخط عدّة مرات، وبحثتُ عن ضبط محاذاة الجانبين فلم أجده، إن ضبط محاذاة الجانبين يشعرني بأني على المسار الصحيح.
  • اكتشفتُ أن عدّاد الكلمات موجود أسفل صفحة المحرّر، على خلاف مدوّنتي السابقة فقد كنت أبحث عنه في مكان ما أعلى يمين الصفحة.
  • لم أكن أدرك أثر مظهر المدوّنة على إبراز المحتوى وإظهاره بشكل احترافي. فالانطباع الذي يتشكّل لدي عند قراءة تدويناتي هنا يختلف تمامًا عن انطباع قراءتها في مدوّنتي السابقة.
  • تأثير الشكل على المحتوى في المدوّنة ذكّرني بمقولة تُنسب للإمام علي رضي الله عنه تقول: الخطُّ الحسن يزيد الحقًّ وضوحًا.
  • ورد في التدوينة جملة: “عندما رأيتُها أوّل مرّة وجلِتُ“. كتبت في البداية كلمة “خِفْتُ”، ثم جاءت كلمة “وجِلتُ” على لساني، وأحْوجني ذلك للبحث عن الفرق بين الخوف والوجل، ووصلتُ للمعنى الذي كنتُ أنشُده وهو: أنّ الوجل هو استشعار الخوف، وهو حالة نفسية تعرض للنفس عند بداية شيء ما. ورأيتُ أن استخدامها أنسب فكتبتُها.
  • اعتراف أخير: ليس هناك كتابة سهلة؛ فحتى تلك التي أسميتُها “عفـو الخاطر”، لم ترضَ بذلك الاسم وانتزعتْ حقّها من وقتي وتفكيري.
  • بعد التحرير سأذهب لكانفا لتصميم الصورة البارزة للمقالة.

 

 

 

 

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest

6 Responses

    1. شكرًا لك محسن على التعليق المحفّز، وشكرًا لك مرةً أخرى على التصميم الجميل للمدوّنة.
      لم أتوقّع أن يكون تصميمها حافزًا للاستمرار الكتابة،

  1. مرحى لك مريم المدونة الجديدة تليق بك،

    و نعم الكتابة هي الكتابة سواء كانت خاطرة أو مقالة جدية، هذا ما اكتشفته مرة عندما قررت تدوين يوميات عميقة عن ايامي، اكتشفت انني احتاج الى وقت طويل للكتابة والتعديل والتنسيق وتصحيح الاخطاء..
    وعندما قررت تجاهل كل هذه المشاكل جاءت تلك المقالات بشكل مزعج غير احترافي ولم استطع حتى قراءتها..
    لكن لا بأس هذه المقالات هي الاقرب للنفس..
    بالتوفيق لك باذن الله ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

نبذة عن الكاتبة
كاتبة المحتوى مريم بازرعة
مريم بازرعة

تعلّقتُ بالقراءة قبل أن أتقنها، وعلى مدى ثلاثين عامًا خضتُ الكثير من التجارِب واكتسبتُ خبراتٍ متنوّعة، وكانت الكتابة رفيقتي الهادئة طوال تلك الرّحلة.

والآن، اخترتُ أن تكون الكتابة حياتي ووسيلتي لتزكية العلم ونشر المعرفة ومساعدة من يريد أن يتعلّم الكتابة ويكتب مدوّنته؛ ليشارك معرفته ويعزّز علامته الشخصيّة ويحقّق تميّزًا في حياته المهنيّة والعمليّة.

النشرة البريدية

أحدث المقالات