المدونات ينبغي أن تكون ممتعة!
Edit Content
نبذة عنّي
كاتبة المحتوى مريم بازرعة
مريم بازرعة

على مدى عشرين عامًا درستُ اللغة العربية وعملتُ في مجال التّعليم والتّدريب وخضتُ كتابة المحتوى.

والآن، اخترتُ أن تكون الكتابة حياتي ووسيلتي لنشر المعرفة وأن أساعد من يريد تعلّم الكتابة الرّقميّة لإتقانها ولتكون وسيلته لتحقيق أهدافه الشخصيّة والمهنيّة.

النشرة البريدية

كيف تطوّر مهاراتك في التّدقيق الإملائي لتدويناتك ومنشوراتك؟

صورة فيها أوراق مكتوبة وشخص يدقّقها إملائيًّا.

بدايةً أحيّيك على اهتمامك بعنوان هذه التدّوينة وهو تدقيق المنشورات والتدوينات إملائيًّا؛ لأنّ ذلك يعني أنّك تعتزّ بلغتك العربية وتحترم قواعدها ومن جهة أخرى تحترم القرّاء والعملاء وتقدّم لهم نصوصًا مدقّقة وخالية من الأخطاء الإملائية مّما يعني دقّتك واحترافيّتك في العمل.

في هذه التّدوينة أقترح عليك بصفتي -معلّمة لغة عربية سابقًا وكاتبة حاليًّا- بعض الخطوات التي تساعدك على امتلاك المهارات الإملائية اللازمة لتحسين تدقيقك الإملائي لتدويناتك ومنشوراتك.

ستحتاج إلى بعض الوقت لتطبيق الطريقة والتدرّب عليها، وهذا أمر طبيعي في بدايات تعلّم أي مهارة، وبعد فترة من الممارسة ستجد نفسك تدقّق النصوص إملائيًا بسرعة وسهولة سواء من خلال الخطوات التي سأذكرها أو قد تبني عليها طريقة تناسبك أكثر.

 

ما الإملاء؟

الإملاء أو الرّسم الإملائي هو:

“تصويرٌ خطِّيٌّ للكَلِماتِ المنطوقةِ، يساعِدُ القارئَ على أن يَقرأَ الكلامَ ويَنطِقَه نُطقًا صحيحًا كما أرادَه كاتبُه، غيرَ أنَّ بعضَ الحُروفِ يَحدُثُ فيها تغييرٌ أثناء الكتابةِ؛ فبعضُها يُحذَفُ ويُنطَقُ، وبعضُها يُكتَبُ ولا يُنطَقُ، وبعضُها يُكتَبُ مَوصولًا وبعضُها مَفصولًا، ومنها ما يتغيَّرُ شكْلُه إذا كان في أوَّلِ الكَلِمةِ أو وسَطِها أو آخِرِها… إلى غيرِ ذلك من صُوَرِ التغييرِ التي تَحدُثُ؛

فاهتمَّ العُلَماءُ بوضْعِ قواعدَ للرسْمِ الإملائيِّ، تُعِينُ الكاتبَ على الكتابةِ الصَّحيحةِ، وتُسهِّلُ القراءةَ على القارئِ.
ويَشمَلُ الرسمُ الإملائيُّ طَريقةَ كتابةِ الهمزةِ، والألِف، والتاءِ المبسْوطةِ (المفتوحة) والمربوطةِ، وأحرُفِ الزيادةِ والحَذْفِ، والكَلِماتِ التي يُوصَلُ بعضُها ببَعضٍ، ويُفصَلُ بعضُها عن بعضٍ.”

ما تعريف التدقيق الإملائي؟

يعرّف التدقيق الإملائي أو “التصحيح الإملائي بأنه مجموعة من القواعد الأساسيّة للتأكّد أن كلّ الكلمات مكتوبة بطريقة صحيحة تمامًا، و من أمثلة الأخطاء التي تجدها في الكلمات الزيادة أو النقصان في الحروف، و أخطاء في الهمزات، وكذلك أخطاءٌ في المد”.

 

ولتحسين مهاراتك في تدقيق منشوراتك وتدويناتك إملائيًا إليك هذه الخطوات

 

١. تعرّف على القواعد الإملائية أو مسمّياتها

تساعدك معرفة قواعد الإملاء النّظرية على تطبيقها أثناء الكتابة أو عند تدقيق ماكتبت إملائيًّا، وأمّا معرفة مسمّيات القواعد الإملائية أو المهارات الإملائية فهو يساعدك في البحث عن الموضوع الإملائي في المصادر والمراجع.

فإذا استشكل عليك كتابة كلمة ما ولكنّك تعلم اسم تلك الظاهرة اللغويّة الإملائية والموضوع الذي تندرج تحته سيكون سهلًا عليك أن تعود للموضوع سواء باستخدام فهرس كتاب أو بالبحث في الإنترنت للتوصّل للقاعدة والحصول على المعرفة اللازمة للتطبيق الصحيح.

 

 

٢. كنْ على دراية بالمواضع التي تشيعُ فيها الأخطاء الإملائية

هناك مواضع تشيع فيها الأخطاء الإملائية عند كثير من الكتّاب، وهناك أيضًا مواضع تتكرّر فيها الأخطاء في كتاباتك أنت، وسيكون من المفيد جدًا أن تكون على دراية بتلك المواضع؛ لأن ذلك يسهّل عليك ملاحظتها والوقوف عليها، ومن مواضع الأخطاء الإملائية الشائعة على سبيل المثال:

  • الهمزات في بدايات الكلمات: هل هي قطع أم وصل؟ هل أكتب الهمزة على الألف أم أكتبها بدون همزة؟
  • الهمزات في وسط الكلمة (الهمزة المتوسّطة): هل أكتب الهمزة على واو مثل: سؤال، أم على ياء (نبرة،كرسي) مثل: بئر ومسائل، أم على ألف مثل: سأل، أم على السطر مثل: تثاءب.
  • وضع النقطتين على الهاء في آخر الكلمة: فهل هي تاء مربوطة أم هاء؟ ويلحق بهذا السؤال: هل أكتب التاء في آخر الكلمة مفتوحة أم مربوطة؟

 

٣. ابدأ تدقيق منشورك بوضع خطٍّ تحت الكلمات في مواضع الأخطاء الشائعة

دعنا نعمل الآن على تدقيق إحدى تدويناتك، على الأغلب يريد الكاتب أن يراجع تدويناته من خلال شاشة الحاسوب، لكن طباعة المنشور وتدقيقه على الورق سيفيدك كثيرًا لا سيّما في البدايات ويعطيك فرصة جيّدة للتدرّب.

ضع خطًّا تحت كل كلمة ترى أنّها موضع محتمل للخطأ الإملائي، مثل المواضع المذكورة في النقطة السابقة.

 

٤. استهدف خطأً واحدًا ودقّقه في كامل التّدوينة

للتدرّب وتسهيل التدقيق لا سيّما في البدايات ابدأ بتدقيق خطأ إملائي واحد في كامل النصّ، واخترتُ هنا أخطاء همزتي القطع والوصل، والهمزة المتوسّطة لمواصلة تطبيق الخطوات سريع:

 

١. تدقيق همزة القطع والوصل

قفْ عند كل كلمة كتبتها تبدأ بألف وانظر هل هي اسم أم حرف أم فعل، ودقّقها بناء على ما يلي:

    • إذا كانت الكلمة حرفًا فاكتب الهمزة على الألف، لأنّ كل الحروف بهمزة قطع، مثل: إنّ، إلى، أنْ .. إلى آخره..
    • إذا كانت الكلمة اسمًا فاكتب الهمزة على الألف، لأنّ كل الأسماء همزة قطع ما عدا ستة أسماء: ابن وابنة، اثنين واثنتين (اثنان واثنتان)، وامرأة وامرؤ.
    • الأفعال ومصادرها فيها تفصيل، ولك ثلاثة طرق لتدقيقها:
      • الطريقة القاعدية: وهي أن تحفظ قاعدة همزة الوصل وهمزة القطع وتطبّقها.
      • الطريقة الصّوتيّة والسّريعة: وهي أن تضع قبل الفعل أو المصدر واوًا وتصلها بالفعل عند النطق، فإن نطقت الهمزة فهي قطع فاكتبها، وإن لم تنطقها في وصل لا تكتبها، مع ملاحظة أن هذه القاعدة تنجح فقط إذا كان حسّك الّلغوي جيّدًا وأداؤك للنّطق صحيحًا.
      • بالاستعانة بأداة قطرب: تعطيك أداة قطرب تصريف الأفعال ويمكنك من خلالها التّأكّد من نوع الهمزة هل هي قطع أم وصل؟ واستخدامها سهل.
        • اُكتبْ الفعل المراد معرفة نوع همزته في خانة “أدخل الفعل”، كما في الصورة أدناه.

 

لقطة شاشة لأداة قطرب تظهر مكان كتابة الفعل لمعرفة تصريفه.

 

مثال: وضعت الفعل ” استعمل يستعمل” فظهر لي أنه يكتب بهمزة وصل مع الماضي وكذلك مع الأمر، كما في الصورة أدناه.

لقطة شاشة لأداة قطرب توضح تصريف الفعل استعمل وإملاءه

 

٢. تدقيق الهمزة المتوسّطة 

تخضع الكتابة الصحيحة للهمزة المتوسّطة لأمرين:

  • قدرتك على تمييز حركة الهمزة وحركة ما قبلها، وهي مسألة صوتيّة وتتأثّر بالنّحو أحيانًا (ومسألة النّحو تحتاج وقفة خاصة لا يتّسع لها المقام هنا).
  • و تطبيق قاعدة أقوى الحركتين: وتترتّب الحركات حسب القوّة كالتالي: الكسرة أقوى الحركات تليها الضمّة تليها الفتحة، ثم السكون أضعف الحركات.

ولكي نعرف كيف نكتب الهمزة، هل نكتبها على واو أو ياء أو ألف أو على السطر نسأل أنفسنا:

ما حركة الهمزة وما حركة ما قبلها؟

ثم ننظر أيّ الحركتين أقوى (بناء على ترتيب القوّة المذكور) فنكتب الهمزة عليها، فمثلًا:

  • فإذا كان أقوى الحركتين الكسرة فنكتب الهمزة على نبرة أو كرسي أو ياء سمّها ماشئت
  • وإن كانت أقوى الحركتين الضمّة فنكتبها على واو.
  • وإذا كانت أقوى الحركتين الفتحة فنكتبها على ألف.

مثال للتطبيق:

  • كلمة (يسْأَل): حركة الهمزة الفتحة وحركة ما قبلها السكون، الفتحة أقوى من السكون= نكتب الهمزة على ألف، لأن الألف تناسب الفتحة.
  • كلمة (مسائل): حركة الهمزة الكسرة وحركة ما قبلها السكون (حروف المد ساكنة)، والكسرة أقوى الحركات أصلًا= نكتب الهمزة على الياء، لأن الياء تناسب الكسرة.
  • كلمة (سؤال): حركة الهمزة الفتحة وحركة ما قبلها الضمّة، والضمّة أقوى من الفتحة= نكتب الهمزة على الواو، لأن الواو تناسب الضمّة.

 

 

٥. اصنعْ لنفسك قائمة تحقّق بالأخطاء الإملائية التي تشيع في كتاباتك

تساعدك قائمة التحقّق على التّأكّد من أنّك دقّقت جميع مواضع أخطائك الإملائية المحتملة.

وقد أعددتُ لك قائمة تحقّق تحوي الأخطاء الإملائية الشّائعة لتستفيد منها بطريقتين:

  1. أن تستخدمها قائمة تحقّق لمعرفة مستواك في كل مهارة إملائية.
  2. أن تخصّصها على حسب أخطائك الإملائية وتستخدمها لتدقيق تدويناتك ومنشوراتك.

مع ملاحظة أن القائمة تحتوى على المهارات الإملائية الأساسية وليست شاملة لجميع قواعد الإملاء.

 

اضغط على الرابط في الجملة أسفل هذا العبارة للحصول على

قائمة التحقّق من تدقيق القواعد الإملائية (قيّم نفسك) (رابط)

وبعد الوصول لقائمة التحقّق انسخْ الصفحة وألصقها في مستندات جوجل لديك، وعدّلها بحسب الخانات التي تريد.

 

إذا وجدت خطأً إملائيًّا في هذه التّدوينة أخبرني به، وإن استفدت منها شيئًا أيضًا أخبرني، أمّا إذا كان لديك سؤال فاكتبه في الحال في التّعليقات.

—————————————————

 

كانت هذه التدوينة رقم #٢٥ من تحدّي ٣٠ يومًا مع الكتابة.

ساعدْني على الاستمرار في التّدوين اليومي بإهدائي سؤالًا حول كتابة المقالات وتحريرها واللغة العربية، لأكتب عنه تدوينة.

ولا تنسَ الاشتراك في نشرتي البريدية في الصفحة الرئيسة من المدوّنة.

أراكم غدًا في التّدوينة القادمة بإذن الله.

 

 

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

نبذة عن الكاتبة
كاتبة المحتوى مريم بازرعة
مريم بازرعة

تعلّقتُ بالقراءة قبل أن أتقنها، وعلى مدى ثلاثين عامًا خضتُ الكثير من التجارِب واكتسبتُ خبراتٍ متنوّعة، وكانت الكتابة رفيقتي الهادئة طوال تلك الرّحلة.

والآن، اخترتُ أن تكون الكتابة حياتي ووسيلتي لتزكية العلم ونشر المعرفة ومساعدة من يريد أن يتعلّم الكتابة ويكتب مدوّنته؛ ليشارك معرفته ويعزّز علامته الشخصيّة ويحقّق تميّزًا في حياته المهنيّة والعمليّة.

النشرة البريدية

أحدث المقالات