مدونة مريم
  • الرئيسية
  • مدونتي
  • نبذة عني
  • تواصل معي
عفْو الخاطر

الكتابة التي أخافتني

بواسطة مريم بازرعة 21 فبراير 2023
بواسطة مريم بازرعة 21 فبراير 2023
228

حصّة التعبير المزعجة

كانت حصةُ التعبير من أثقلِ الحصصِ على نفسي في المدرسة؛ كانت حصةً مملةً وطويلة. كانت المعلمةُ تشرحُ موضوعَ التعبيرِ وعناصرَه ثم تطلبُ منّا أن نكتب، حينَها تبدأُ معاناتي. لا أستطيعُ أن أكتبَ، لا أعرفُ كيف أكتب.

أُحاولُ جاهدةً، لكنّي أجِدُ أن الكلامَ ينفدُ سريعًا. عندها أبدأُ في حركاتِ إضاعةِ الوقت والالتهاء بالحقيبة لعل وقتَ الحصة ينتهي، وأنجو من قولها: مريم، أقرئي ما كتبتِ.

أتساءلُ الآن:

لماذا كانت حصةُ التعبير ثقيلةً علي؟ لماذا كانت مكروهةً إلى هذ الحد؟ أظن-بل أجزم- بأنها كانت تشعرني بالعجزِ والفشلِ والإحباط.

لا أستطيعُ أن أضعَ تفسيرًا أكيدًا لذلك الشعور.

لكن هناك عدةَ أسبابٍ منها: ضيقِ وقتِ الحصةِ وضغطِ المعلمةِ لكي تحصلَ على ما كتبناه، أسلوبِ تدريسِ التعبير لا يُقدم لنا تقنيات تيسِّرُ لنا الكتابة، الصرامة في تدريس التعبير وتصحيح الدفاتر بالقلم الأحمر وإعطاء “علامة” على التعبير، أو ربّما الرغبةُ في الكتابة السليمةِ من أوّلِ مرةٍ جعلت منها عبئًا وأصابتني بشللٍ في التفكير.

أحدُ ما سبق أو جميعُها كان سببًا في تلك المشاعر ِالسلبيةِ تجاه التعبير.

تحسّن العلاقة مع التعبير والكتابة

ما بعد المدرسة، وخلال الثلاثين عامًا المنصرمة من حياتي، كنتُ في كلِّ موقفٍ أضْطرُّ فيه إلى الكتابة أجِدُ من يقول لي بقدْرٍ من الإعجاب: أنت من كتبتِ هذا الكلام؟ يجب أن تستمري في الكتابة، ينبغي أن تحددي ساعةً للكتابة يوميًّا.

كنتُ أسْعدُ بهذا الكلام ولا أعملُ به؛ لأنّي “مشغولة”. بهذه الكلمة كنتُ أسوغُ لنفسي الهروب من الكتابة، لماذا كنت أهرب؟ لا أعلم.

في فترةٍ ما، كان عليّ أنْ أُسلّمَ بحثَ التخرّج، وانهمكتُ في كتابةِ البحث، وأصبحتُ في مواجهةِ التعبيرِ مرةً أخرى. هذه المرة خَطَفَني التعبيرُ، أَسَرَتْني الكتابةُ، حتى بتُّ لا أعرفُ أين أنا.

أخْرُجُ على صغاري من مكتبي وكأنّ خندقًا بيني وبينهم، وكأنّي قادمةٌ من عالمٍ آخر، لا أستطيعُ أن أعودَ لواقعي؛ خفتُ خوفًا شديدًا من الكتابة. ليستْ صعوبةُ الكتابةِ الآن هي العائق، ولكنّهُ الخوفُ.

إلى أين تأخذُني الكتابةُ؟ وصغاري مَن لهُم؟ تركتُها هذه المرة وأنا أعلم لماذا تركتها.

أنا الآن أعرفُ لماذا كنتُ أهربُ من الكتابة، و لم يعُد هناك داعٍ لتركها والخوف منها؛ أنا الآن بصحبتها.

 

ملاحظة

تنشر هذه المقالة هنا بتاريخ حديث مغاير لتاريخ نشرها الأصلي؛ وذلك بسبب نقلها من مدونتي القديمة إلى هنا.

والتاريخ الأصلي لها مارس 20, 2021

لقد كانت هذه التدوينة أوّل تدوينة لي على وورد برس، وكانت بهدف المشاركة في تحدي التأمل الذي أقامه حساب مرجع التدوين

تحدّي التّأمل
0 تعليقات 0 FacebookTwitterPinterestEmail
مريم بازرعة

كاتبة ومدرّبة كتابة، أوظّف خبراتي التراكميّة في اللغة العربيّة، والتّعليم والتّدريب، وكتابة المحتوى وإدارة مشاريع المدوّنات للشركات؛ لتمكين النّساء من الكتابة عبر الإنترنت ومشاركة أفكارهن مع العالم وتحقيق رسالتهن.

المقال التالي
ماذا يعجبُك في ايكيا؟

المقالات ذات الصلة

انطباعي عن رواية “العطر .. قصّة قاتل” [الرواية محاولة تتويج للرائحة وحاسّة...

29 يوليو 2024

خطة قراءة مقترحة من أجل تطوير الكتابة باللغة العربية لدى كتّاب المحتوى...

13 مارس 2024

٥ فخاخ في طريق الاستمرار في الكتابة والتّدوين اِحذرْ أن توقِع بِكْ

8 مارس 2024

لمن يسأل كيف أتعلّم الكتابة؟ إليك ٨ نصائح للبدء بتعلّم الكتابة والانطلاق...

7 مارس 2024

وقفات مع العلاقة بين الكتابة والصباح وتأثير كلٍّ منهما على الآخر

6 مارس 2024

كيف أفادتني الكتابة في حياتي؟ تجربة شخصيّة

5 مارس 2024

ما الطرق التي يجب أن نتّبعَها للاهتمام باللغة العربية وتعلّمها ببساطة؟

4 مارس 2024

كيف تكتب تدوينة يوميّة دون سابق تحضير؟

3 مارس 2024

ما الحدّ الأدنى من أساسيات الكتابة الفاعلة باللغة العربية التي تعطينا أكبر...

2 مارس 2024

في نهاية تحدّي ٣٠ يومًا مع الكتابة أعلنُ عن تحدّي التّدوين اليومي...

24 فبراير 2024

ترك تعليق إلغاء الرد

احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها في المرة القادمة التي أقوم فيها بالتعليق.

البحث

تصنيفات مقالاتي

  • التحرير اللغوي (11)
  • التعلُّم و التفكير (23)
  • الكتابة للأعمال التجارية (9)
  • اللغة العربية (19)
  • تعليم الكتابة للمبتدئين (39)
  • عفْو الخاطر (50)
  • كتابة المحتوى (43)
  • كتابة المقالات للمتقدّمين (31)

آخر مقالاتي

  • انطباعي عن رواية “العطر .. قصّة قاتل” [الرواية محاولة تتويج للرائحة وحاسّة الشمّ]

  • خطة قراءة مقترحة من أجل تطوير الكتابة باللغة العربية لدى كتّاب المحتوى والمدوّنين

  • ٥ فخاخ في طريق الاستمرار في الكتابة والتّدوين اِحذرْ أن توقِع بِكْ

  • لمن يسأل كيف أتعلّم الكتابة؟ إليك ٨ نصائح للبدء بتعلّم الكتابة والانطلاق في التّدوين

  • وقفات مع العلاقة بين الكتابة والصباح وتأثير كلٍّ منهما على الآخر

نشرتي البريدية

اشترك في النشرة الإخبارية الخاصة بي للحصول على منشورات مدونة جديدة ونصائح وصور جديدة. دعونا نبقى على اطلاع!

تابعني على مواقع التواصل

Facebook Twitter Instagram Telegram

اشترك في النشرة الإخبارية الخاصة بي للحصول على منشورات مدونة جديدة ونصائح وصور جديدة. دعونا نبقى على اطلاع!

كاتبة ومدرّبة كتابة، أوظّف خبراتي التراكميّة في اللغة العربيّة، والتّعليم والتّدريب، وكتابة المحتوى وإدارة مشاريع المدوّنات للشركات؛ لتمكين النّساء من الكتابة عبر الإنترنت ومشاركة أفكارهن مع العالم وتحقيق رسالتهن.

روابط سريعة

  • مدونتي
  • نبذة عني
  • سياسة الخصوصية
  • تواصل معي

معلومات التواصل

  • البريد الإلكتروني: info@marybaz.com
  • واتس أب: 966555718067+

حسابات التواصل

Twitter Instagram

آخر المقالات

انطباعي عن رواية “العطر .. قصّة قاتل” [الرواية محاولة تتويج للرائحة وحاسّة الشمّ]
خطة قراءة مقترحة من أجل تطوير الكتابة باللغة العربية لدى كتّاب المحتوى والمدوّنين
٥ فخاخ في طريق الاستمرار في الكتابة والتّدوين اِحذرْ أن توقِع بِكْ

 جميع الحقوق محفوظة | ©2024 Tadween LLC

مدونة مريم
  • الرئيسية
  • مدونتي
  • نبذة عني
  • تواصل معي

راسلني على الواتس أب