مدونة مريم
  • الرئيسية
  • مدونتي
  • نبذة عني
  • تواصل معي
الكتابة للأعمال التجاريةاللغة العربيةتعليم الكتابة للمبتدئينكتابة المحتوىكتابة المقالات للمتقدّمين

كيف تحرّر مقالاتك على مدوّنتك الشخصيّة في تحدّي الكتابة اليوميّة؟

بواسطة مريم بازرعة 28 يناير 2024
بواسطة مريم بازرعة 28 يناير 2024
115

يعدّ التّحرير خطوة ضروريّة قبل النّشر، وعندما تنشر مقالة على مدوّنتك الشخصيّة تكون حينها أنت الكاتب والمحرّر، أمّا إذا قرّرت أن تخوض تحدّيًّا يوميًّا للتدوين فستقع تحت ضغط الكتابة السريعة والنّشر، الأمر الذي يجعل مقالاتك لا تحظى بالتحرير الكافي.

أستطيع أن أجيب عن سؤال العنوان مباشرةً وأقول: إليك عدد من الخطوات لتحرّر مقالاتك في تحدّي الكتابة اليومية، ثمّ أسردها واحدة تلو الأخرى، لكنّي لن أفعلها.

فكّرت اليوم أن أحكي لك على عجالة عن شيء من تعاملي مع التّحرير، منذ أن بدأت تقديم خدمة كتابة المقالات مرورًا بإدارة مشاريع المدونات وتحرير مقالاتها، وصولًا إلى يومنا الحالي مع تحدّي التدوين اليومي.

ودعنا نبدأ بتوضيح المقصود بتحرير المقالة.

 

ما المقصود بتحرير المقالة؟

هو تصحيح المقالة وتحسينها بحيث توضّح ما يريد الكاتب قوله بأفضل صياغة، ويشمل ذلك تصويب الأخطاء اللغوية والتدقيق اللغوي، وتخليصها من الحشو، والتعديل بالحذف أو الإضافة لتوضيح المعنى المقصود.

وكما تلاحظ فقد دمجت التدقيق اللغوي ضمن التحرير؛ لأن الكاتب هو من سيقوم بذلك فعليه أن تكون المراجعة والتحرير شاملين لجميع التصحيحات سواء ما يتعلق باللغة والشكل أو المحتوى والمعاني.

وهذا التعريف من عندي بعد الاطّلاع على بعض التعريفات على الإنترنت، وهو قابل للتحسين ليصبح تعريفًا جامعًا مانعًا كما يقولون.

 

عندما تحرّر فأنت تجلس في مدرجات المتفرّجين

هكذا بدا لي الأمر، فعندما تجلس في المدرجات ترى اللعب بوضوح، لا سيّما إن كنت خبيرًا في اللعبة، وتعرف الصح والخطأ، والجيّد والأجود، وما لا داعي له وما ينبغي أن يُفعل.

بينما لو كنت لاعبًا في وسط الملعب لن ترى بهذا الوضوح فأنت مشغول باللعب وأنت في قلب الحدث، وكذلك الكاتب أثناء كتابة المقالة يكون محموم التفكير وفي دوامة الكتابة؛ فيحدث أن تنفلت عليه فقرة فيستطرد، أو تعجبه بلاغته فيسترسل، أو يستسهل كليشة شائعة فيكتبها، وتدور به المقالة ما بين أفكارها وصياغتها وترتيبها حدّ الإجهاد.

صحيح أن لديك هيكلًا للمقالة، لكنّ قد تستدرجك الأفكار فتتبعها فتكتب ما يمليه عليك عقلك غير الواعي وتسترسل، وهذا شيء جيّد بل يعطي المقالة روحًا وحيويّة.

لكنك ستحتاج بعد ذلك إلى استعادة تركيزك واستحضار العقل الواعي لتسيطر على مقالتك وتضبطها. ونجاحك في ضبطها وتحريرها يتأثّر بعوامل، منها: مهارتك في الكتابة والتحرير وخبرتك ومدى ممارستك؛ والوقت المتاح لك لنشرها أو تسليمها، وغير ذلك من العوامل المؤثّرة؛ لذلك ستحتاج على الأغلب إلى من يراجع ويحرّر ويعطيك رأيه.

 

كيف كنت أحرّرُ مقالاتي الأولى؟

في بداية تقديمي لخدمات كتابة المقالات كنت في أشدّ الحاجة لمن يراجع لي ما أكتب قبل تسليمه للعميل؛ فكنت أستعين بأبنائي، فأرسل المقالة إلى أحدهم ليراجعها؛ وحتّى أسهّل عليه المراجعة أطلب منه أن يخبرني بأمرين فقط:

  • هل هناك خطأ واضح؛ لغوي أو طباعي أو يتعلّق بعلامة ترقيم؟ أو أي خطأ لا يختلف عليه اثنان؟
  • هل واجهتَ “مطبًّا” -أعني شيئًا غير منطقي- وأنت تقرأ وقلتَ في نفسك: ماذا تقصد؟ أو ما العلاقة؟ وكيف وصلنا إلى هنا؟ أخبرني به.

ملاحظة: تستطيع الاستفادة من هذين السؤالين للبدء في ممارسة التحرير.

 

كيف يتعامل المحرّر مع مقالات الكتّاب الآخرين؟

أحكي هنا عن تجربتي، فعندما تحرّر مقالة لكاتب آخر فأنت تنظر بعينيّ صقر، ورادار حساسيّتك للأخطاء يكون قويًّا جدًّا، فتقرأ وتحاول أن تفهم ما يريده الكاتب. وبعيدًا عن الأخطاء اللغوية التي يكون أمرها محسومًا، فغالبًا ما سترد عليك أسئلة من نوع:

  • هل المعنى صحيح والصياغة مناسبة؟ أم هناك مشكلة في فهمي؟
  • أم هناك خلل واضح في الجملة يجب تعديله؟
  • أم أن الأمر يحتمل؛ فإمّا أن أتركها على حالها أو أعدّلها؟ وأيّهما أقدّم؟
  • هل أتجرّأ على تغيير ما كتبه الكاتب وهو يحتمل الصّواب؟
  • هل أعدّل لأنّه سيحسّن المعنى؟
  • أم يجدر بي أن أتركها فربّما له غاية من كتابتها بهذه الطريقة؟

هذه الأسئلة وغيرها تجول في ذهن المحرّر، ويمكن أن يتّخذ فيها قرارًا بسهولة؛ فيعدّل الخطأ الواضح ويترك المحتمل ما لم يؤثّر على المعنى مادامت المقالة ستخرج باسم كاتبها.

أمّا إذا كانت ستخرج باسم الجهة صاحبة المدوّنة فإنّني بصفتي محررة المقالات ومديرة المشروع أعطي نفسي صلاحية التعديل.

 

كيف تحرّر تدويناتك اليوميّة في مدوّنتك الشخصيّة؟

إليك بعض النصائح التي أرى أنّها مفيدة لتحرير التدّوين اليوميّ، أوصيك ونفسي بها:

  1. ستتداخل عمليتا الكتابة والتحرير أثناء الكتابة؛ لذلك أنصحك أن تخصّص وقفة أخيرة للمراجعة والتحرير، أعلم أنّك ستكون مرهقًا حينها لكن لا بدّ ممّا ليس منه بدّ كما يقولون.
  2. إن استطعت أن تترك مقالتك سويعات وتعود إليها سيكون أمرًا جيّدًا، وأن استطعت أن تشغل نفسك في ذلك الوقت بمهمة بعيدة عن إعمال الذهن مثل: الطبخ أو الرياضة أو التطريز أو أي عمل مهني يدوي، فهو أفضل.
  3. اقرأ مقالتك كأنّك تقرؤها لأوّل مرة، واسأل نفسك: ماذا يريد الكاتب أن يقول؟ (اِلعب مع نفسك)
  4. اقرأ مرّةً ثانية بهدف تصويب الأخطاء اللّغوية؛ لذلك اقرأ بصوتٍ عالٍ كأنّك مذيع يعربُ كلماته فُيحرّك أواخر الكلمات ولا يسكّنها؛ لتلحظ الخطأ اللغوي.
  5. انشر مقالتك دون تردّد؛ فلست في عالم اللاعودة،
  6. وقلِ: الحمد لله، لأنّك تستطيع مراجعتها وتحريرها في اليوم الثاني، فأنت تنشر مقالتك في ملعبك، أقصد مدوّنتك. وإن راودك خاطر أنّك أخطأت في إعراب كلمة أو إملاء أخرى أو خطرت لك إضافة، تستطيع أن تعود إليها وتصحّح أو تضيف أو تعدّل.

 

وأخيرًا،

دعوني أستشهد بتغريدة ليونس بن عمارة : المقالات مُجرد محاولات فلا تسعَ لأن تكون مقالاتك كاملة.

حاول كلّ يوم، واكتب كلّ يوم وحرّر وانشر، هذا هو الطريق الوحيد للإجادة.

—————————————————

هذه التدوينة هي التدوينة رقم ٥ من تحدّي ٣٠ يوما مع الكتابة، ساعدني في الاستمرار في التدوين اليومي بطرح سؤال حول كتابة المقالات وتحريرها واللغة العربية لأكتب عنه تدوينة.

ولا تنسوا الاشتراك في نشرتي البريدية في الصفحة الرئيسة من المدوّنة.

أراكم غدًا في التدوينة القادمة بإذن الله.

 

30 يوما مع الكتابةالتحريرـاللغويالتدوين اليوميكتابة المقالات
0 تعليقات 0 FacebookTwitterPinterestEmail
مريم بازرعة

كاتبة ومدرّبة كتابة، أوظّف خبراتي التراكميّة في اللغة العربيّة، والتّعليم والتّدريب، وكتابة المحتوى وإدارة مشاريع المدوّنات للشركات؛ لتمكين النّساء من الكتابة عبر الإنترنت ومشاركة أفكارهن مع العالم وتحقيق رسالتهن.

المقال السابق
هل يجب على الكاتب المدوِّن أن يتعّلم قواعد اللغة العربية؟
المقال التالي
مهارة التعامل مع الأخطاء المحتملة في الكتابة من تمام إتقان الصنعة

المقالات ذات الصلة

خطة قراءة مقترحة من أجل تطوير الكتابة باللغة العربية لدى كتّاب المحتوى...

13 مارس 2024

٥ فخاخ في طريق الاستمرار في الكتابة والتّدوين اِحذرْ أن توقِع بِكْ

8 مارس 2024

لمن يسأل كيف أتعلّم الكتابة؟ إليك ٨ نصائح للبدء بتعلّم الكتابة والانطلاق...

7 مارس 2024

وقفات مع العلاقة بين الكتابة والصباح وتأثير كلٍّ منهما على الآخر

6 مارس 2024

كيف أفادتني الكتابة في حياتي؟ تجربة شخصيّة

5 مارس 2024

ما الطرق التي يجب أن نتّبعَها للاهتمام باللغة العربية وتعلّمها ببساطة؟

4 مارس 2024

كيف تكتب تدوينة يوميّة دون سابق تحضير؟

3 مارس 2024

ما الحدّ الأدنى من أساسيات الكتابة الفاعلة باللغة العربية التي تعطينا أكبر...

2 مارس 2024

في نهاية تحدّي ٣٠ يومًا مع الكتابة أعلنُ عن تحدّي التّدوين اليومي...

24 فبراير 2024

٥ علامات تدلّ على أنّك جاهز لأن تنشئ مدوّّنة شخصيّة ناجحة

22 فبراير 2024

ترك تعليق إلغاء الرد

احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها في المرة القادمة التي أقوم فيها بالتعليق.

البحث

تصنيفات مقالاتي

  • التحرير اللغوي (11)
  • التعلُّم و التفكير (23)
  • الكتابة للأعمال التجارية (9)
  • اللغة العربية (19)
  • تعليم الكتابة للمبتدئين (39)
  • عفْو الخاطر (50)
  • كتابة المحتوى (43)
  • كتابة المقالات للمتقدّمين (31)

آخر مقالاتي

  • انطباعي عن رواية “العطر .. قصّة قاتل” [الرواية محاولة تتويج للرائحة وحاسّة الشمّ]

  • خطة قراءة مقترحة من أجل تطوير الكتابة باللغة العربية لدى كتّاب المحتوى والمدوّنين

  • ٥ فخاخ في طريق الاستمرار في الكتابة والتّدوين اِحذرْ أن توقِع بِكْ

  • لمن يسأل كيف أتعلّم الكتابة؟ إليك ٨ نصائح للبدء بتعلّم الكتابة والانطلاق في التّدوين

  • وقفات مع العلاقة بين الكتابة والصباح وتأثير كلٍّ منهما على الآخر

نشرتي البريدية

اشترك في النشرة الإخبارية الخاصة بي للحصول على منشورات مدونة جديدة ونصائح وصور جديدة. دعونا نبقى على اطلاع!

تابعني على مواقع التواصل

Facebook Twitter Instagram Telegram

اشترك في النشرة الإخبارية الخاصة بي للحصول على منشورات مدونة جديدة ونصائح وصور جديدة. دعونا نبقى على اطلاع!

كاتبة ومدرّبة كتابة، أوظّف خبراتي التراكميّة في اللغة العربيّة، والتّعليم والتّدريب، وكتابة المحتوى وإدارة مشاريع المدوّنات للشركات؛ لتمكين النّساء من الكتابة عبر الإنترنت ومشاركة أفكارهن مع العالم وتحقيق رسالتهن.

روابط سريعة

  • مدونتي
  • نبذة عني
  • سياسة الخصوصية
  • تواصل معي

معلومات التواصل

  • البريد الإلكتروني: info@marybaz.com
  • واتس أب: 966555718067+

حسابات التواصل

Twitter Instagram

آخر المقالات

انطباعي عن رواية “العطر .. قصّة قاتل” [الرواية محاولة تتويج للرائحة وحاسّة الشمّ]
خطة قراءة مقترحة من أجل تطوير الكتابة باللغة العربية لدى كتّاب المحتوى والمدوّنين
٥ فخاخ في طريق الاستمرار في الكتابة والتّدوين اِحذرْ أن توقِع بِكْ

 جميع الحقوق محفوظة | ©2024 Tadween LLC

مدونة مريم
  • الرئيسية
  • مدونتي
  • نبذة عني
  • تواصل معي

راسلني على الواتس أب