المدونات ينبغي أن تكون ممتعة!
Edit Content
نبذة عنّي
كاتبة المحتوى مريم بازرعة
مريم بازرعة

على مدى عشرين عامًا درستُ اللغة العربية وعملتُ في مجال التّعليم والتّدريب وخضتُ كتابة المحتوى.

والآن، اخترتُ أن تكون الكتابة حياتي ووسيلتي لنشر المعرفة وأن أساعد من يريد تعلّم الكتابة الرّقميّة لإتقانها ولتكون وسيلته لتحقيق أهدافه الشخصيّة والمهنيّة.

النشرة البريدية

هل تشاركنا الطيور في صناعة المحتوى؟

صورة مكتوب فيها: هل تشاركنا الطيور في صناعة المحتوى؟

هل تشاركنا الطيور في صناعة المحتوى؟!

هل استغربتَ فكرة أن تنضمّ الطيور إلى صنّاع المحتوى؟

أنا مثلك، لكنّها خطرت لي فأحببتُ أن أكتبها.

أمّا كيف خطرت لي تلك الفكرة فدعني أبدأ القصة من أوّلها.

* * * * * * * 

بينما كنت أظنّ أنّني نائمة، إذْ سمعتُ صوت طير بديع، واستمر ذلك الصوت البديع بتلك النغمة المميّزة، وكأنّه يناديني ليوقظني.

حقيقةً لم أكن أعرف هل أنا نائمة أم صاحية؟

ولكن أذني علقت مع تلك النّغمة، نظرتُ نحو النافذة فلاحظتُ أن الظلام مازال موجودًا، فهل تستيقظ الطيور بهذا النشاط قبل طلوع الشمس؟!

استمر الطير بالتغريد، واستمرّيتُ بالاستماع والاستمتاع، والمتابعة والتأمّل.

ما هذا الصوت البديع؟!

وما هذا الطير العجيب؟!

في تلك اللحظات وأنا ما بين النوم واليقظة اقترح عليّ تفكيري المستمر في الكتابة بأن أحكي عن ذلك الصوت، واستجبتُ لذلك الاقتراح وحاولت.

ولكن لحظة،

كيف يمكن أن أصِفَ صوت طيرٍ باستخدام اللغة؟!

كيف لي أن أنقل ذلك الصوت للقارئ بالكلمات؟!

تأمّلتُ قليلاً في أجزائه فوجدته يبدأ بنغمة قصيرة وسريعة متتالية، ثم يتلاشى الصوت.

لا أستطيع وصفه أكثر.

أمرٌ غريب في أن أفكّر في صوت ذلك الطير، ولكنّه ثابر في التغريد وإطلاق تلك النغمة البديعة واستمرّ في الترنّم إلى الحد الذي شغل تفكيري به وبصوته.

* * * * * * * 

العجيب في الأمر أنّ معرفتي بالطيور في الأصل ضعيفة، ولكنّها بدت وكأنّها تتطوّر منذ ذلك اليوم.

  • أيّ يوم؟
  • سأخبرك،

في يوم من الأيام كنت مع ابنتي في حديقة، وسمعت صوت طائر غريب، فقالت لي اسم ذلك الطير ووصفته، ثم تداخل صوته مع صوت طير آخر فقالت لي أيضًا اسم ذلك الطير الآخر وأشارت إليه. ثم شرعتْ تتحدّث عن الطيور وأشكالها وأصواتها وسلوكها.

وأنا منبهرة من معلوماتها ومستغربة من اهتمامها، كان ذلك الموقف بداية ملاحظتي لأصوات الطيور.

كيف لم أنتبه لموضوع أصوات الطيور من قبل؟ وكيف لابنتي أن تعرف كل تلك التفاصيل عن الطيور؟

ربّما يكون سبب ذلك هو القراءة أو ربّما مشاهدة الأفلام الوثائقية، لا أعلم بالضبط.

ولكن لماذا تهتم ابنتي بالطيور إلى هذه الدرجة أصلًا؟

كان تفسيري المقبول لذلك الاهتمام، هو أنّ الذكاء الطبيعي لديها مرتفع.

لا أعلم إن كنت قد سمعتَ بالذكاء الطبيعي من قبل، ولكن دعني أعطيك فكرة بسيطة عن ذلك النوع من الذكاء.

هو أحد الذكاءات الثمانية التي عرّف بها هاورد غاردنر في نظرية الذكاءات المتعدّدة، وللتعرّف أكثر على بقية الأنواع اضغط على الرابط.

وإليكم تعريف نوع الذكاء الطبيعي أنقله إليكم:

الذكاء الطبيعي: يتجلى في القدرة على تحديد وتصنيف الأشياء الطبيعية من نباتات وحيوانات. إن الأطفال المتميزين بهذا الصنف من الذكاء تغريهم الكائنات الحية، ويحبون معرفة كل شيء عنها، كما يحبون التواجد في الطبيعة وملاحظة مختلف مكوناتها. (١)

* * * * * * * 

لقد استطردتُ في مسألة صوت ذلك الطير، ولنعد الآن إلى عنوان التدوينة:

هل تشاركنا الطيور في صناعة المحتوى؟

هكذا بدا لي الأمر،

إنّها تملأ الفضاء بصوتها، ليس ذلك الصوت البديع فقط، بل تتالى الأصوات تارةً وتارة تتداخل، وتملأ الصباح بضجيج من الأنغام والتغاريد.

شعرتُ لوهلة وكأنّ لديها شيءٌ لتقوله للعالم.

* * * * * * * 

فهل حقًّا لديها محتوى تريدُ أن تقدّمه لنا؟

نعم، إنّها تقدّم محتوى صوتي حصري من الأنغام الفريدة كل يوم.

وهي تحصل بذلك المحتوى الحصري على حركة مرور عالية من قبل أسماع الناس، من خلال دعوتها لهم إلى استرخاء الجسد، وإرسال الذهن، وإرخاء السمع إلى ذلك الصوت الذي لا يقاوم.

وهي تلحّ عليهم بحبّ ومرح وبهجة الصباح، وتجذب آذانهم وتستميل قلوبهم بتغريدها البديع.

 

ما الذي يميّز محتواها عن محتوى البشر؟

تهتم الطيور بإمتاع الناس، وهي غير معنية بالتّثقيف وليس لديها شيء لتسوّق له أو تبيعه، فهي تكتفي بتلبية حاجة جمهورها الذي يحتاج إلى الاسترخاء والتأمل والمتعة.

لحظة؛

لربّما تعلّم الطيور شيئًا ما لا أعرفه؛ مثل الأنغام والألحان، لكن ليس لدي معرفة كافية تتيح لي الجزم بذلك.

 

ماذا تستفيد الطيور من المحتوى الذي تقدّمه؟

في الواقع لن نستطيع الحصول على تصريح منها حول سبب تقديمها لذلك المحتوى الصّوتي الحصري والفريد كل صباح بدون كللٍ أو ملل، وبدون نسخ أوتكرار.

لكنّنا نستطيع أن نضع تفسيرًا جميلًا يناسب جمال غنائها وكرم عطائها، وهو أنّها تسعد بإسعاد الناس.

 

هل تعلم أنّ الطيور تختار الوقت المناسب لتنشر فنّها وتغريدها؟

فهي تتحرّى أفضل الأوقات للتغريد ليصل إلى أبعد نقطة، لتصلَ بذلك إلى أسماع أكبر قدر من المتابعين بكل وضوح وجمال، وإليكم هذه المعلومة بشأن عنايتها بأوقات التغريد المناسبة، حيث يرى بعض علماء الطيور أنّها تحبُّ التغريد في الصباح الباكر:

لأن بإمكان الأصوات أن تمضي بعيدًا لمسافات في هذه الفترة من اليوم، بفعل قلة حدة الضجيج والضوضاء، كما أن كثافة الهواء تكون أقل، ما يجعل الصوت يمضي لمسافة أبعد.

* * * * * * * 

في ختام هذه التدوينة

أقول إنّني لم أكن أتوقّع أن أكتب شيئا غريبًا مثل أن تشاركنا الطيور في صناعة المحتوى

ولكن ضجيج التغاريد الذي ملأ الفضاء أوحى لي بأنّها تريد أن تقول لنا شيئًا؛ فتبعتُ ذلك الإلهام وكتبتُ هذه التدوينة.

ولا أملك إلّا أن أقول: سبحان الله خالق كلّ شيء ومليكه،

وأستشهد بقوله تعالى:” هَٰذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ ۚ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (11) سورة لقمان.

 


 

(١) تصويب النص المقتبس لغويًّا:

يتجلى في القدرة على تحديد وتصنيف الأشياء الطبيعية من نباتات وحيوانات. إن الأطفال المتميزين بهذا الصنف من الذكاء تغريهم الكائنات الحية، ويحبون معرفة كل شيء عنها، كما يحبون التواجد في الطبيعة وملاحظة مختلف مكوناتها. (١)

الصواب:

  • تحديد الأشياء الطبيعية وتصنيفها من نباتات وحيوانات، يجب ألّا يُفصل بين المضاف والمضاف إليه.
  • يحبون وجودهم في الطبيعة.
Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

نبذة عن الكاتبة
كاتبة المحتوى مريم بازرعة
مريم بازرعة

تعلّقتُ بالقراءة قبل أن أتقنها، وعلى مدى ثلاثين عامًا خضتُ الكثير من التجارِب واكتسبتُ خبراتٍ متنوّعة، وكانت الكتابة رفيقتي الهادئة طوال تلك الرّحلة.

والآن، اخترتُ أن تكون الكتابة حياتي ووسيلتي لتزكية العلم ونشر المعرفة ومساعدة من يريد أن يتعلّم الكتابة ويكتب مدوّنته؛ ليشارك معرفته ويعزّز علامته الشخصيّة ويحقّق تميّزًا في حياته المهنيّة والعمليّة.

النشرة البريدية

أحدث المقالات