تردّد عليّ هذا السؤال، وفي الواقع ليس لدي إجابة جاهزة أو نصيحة يمكن أن أقدّمها، وأمّا عن تجربتي مع الكتابة عندما شعرت بأنها ستعيقني عن مهامي الأساسية فلا أنصح بها، لأنّ الحلّ الذي لجأت إليه حينها كان أن هربتُ من الكتابة لمّا خفتها.
سأحاول في هذه التدوينة أن أقدّم للأمهات الكاتبات بعضًا من النّصائح التي تساعدهن للمحافظة على الكتابة في حياتهن دون أن تؤثّر سلبًا على مهامهنّ ومسؤولياتهن.
١. تمسّكي بالكتابة
ما دمتِ قد عرفتِ طعم الكتابة فلا تتخلّي عنها وتمسّكي بها؛ وإذا كنتِ الآن تكافحين لكي تجمعي بينها وبين مسؤلياتك فاعلمي أنّ الكتابة وسيلة فعّالة ستساعدك على تجاوز العديد من الصعوبات الحياتية التي ستواجهك، فكتابة بضعة أسطر قبل النّوم ستساعدك على تصفية ذهنك والتخطيط ليوم ناجح، وبضعة أسطر مثلها في الصباح ستغمرك بالنّشاط وتعينك على السيطرة على يومك.
٢. ابتعدي عن المثاليّة وطلب الكمال
خذي أمر الكتابة بجدّية لكن لا تأخذيه بمثاليّة، الحياة مع الكتابة لا يمكن الاستغناء عنها لكنّها ليس بالصورة الرومانسيّة التي تظهرها بعض المنشورات، وأيضًا لا تتأثّري بمحتوى مواقع التّواصل الذي يحفّزك للتنافس، وسيري مع الكتابة بأريحيّة.
ربّما تجدين بعض الحيل المفيدة للاستمرار في الكتابة في هذه التدوينة: ما الحيل التي أستخدمها للكتابة السريعة اليوميّة واستدامة التّدوين اليومي؟
٣. ضعي لك معيار نجاح لمدى ممارستك للكتابة
ضعي معيار نجاح سهل التنفيذ وبدرجة تحدّي متوسّطة لكي تحافظي على الاستمرار في الكتابة وتشعري بالإنجاز، وراعي فيه أمرين:
- مراعاة مستواك في الكتابة: فإذا كنت مبتدئة في الكتابة فإن معيار النجاح أن تنجزي مهام كتابيّة بسيطة يوميًّا بحيث يظهر تقدّمك على المدى الطويل ولا تقارني نفسك بامرأة ليس لديها مسؤوليات مثل التي لديك، أو أم لكنّ لديها خبرة طويلة في الكتابة. وقيسي على ذلك.
- مراعاة مرحلة الأمومة التي تمرّين بها وحجم مسؤولياتك: فأم لطفل غير أم لطفلين، وأم لرضيع ليست كمن هي أم لمن هو في المدرسة. فأمّ الرضيع سيكون معيار النّجاح لديها أن تكتب يوميّاتها أو تكتب تدوينة أسبوعيًا مثلا، بينما أم طفلين في المدرسة على سبيل المثال قد تكتب في مدوّنتها وقد تقدّم خدمات الكتابة للعملاء، وقيسي على ذلك.
٤. ابحثي عن مهارات زيادة الإنتاجيّة التي تناسبك
صحيح إنّنا في عالم كثير التشتّت لكن هناك أيضًا مصادر مفيدة للتعلّم، ومن المهارات التي تحتاجها الأم الكاتبة مهارات زيادة الإنتاجية والتنظيم والبعد عن التّشتّت.
هناك الكثير من النصائح التي تتعلّق بتنظيم المهام وإدارة الوقت ووضع الخطط وغيرها لكن ما يصلح لغيرك قد لا يصلح لك، وأيضًا قد تجرّبين بعض المهارات والأدوات ثم لا تجدين فيها فائدة فتجربين غيرها وهكذا، لكن من المهم أن تطوّري مهاراتك في إدارة نفسك ويومك وبيتك لكي يتسنّى لك تحقيق إنجاز في الكتابة وعملك الحر.
أعجبتني هذه الحلقة من بودكاست إطناب عن أفضل أساليب الإنجاز وزيادة الإنتاجية وأدعوكِ لمشاهدتها.
٥. احصلي على مساعدة إن استطعتِ
على الأغلب ستكونين قد فكّرتِ في هذه الخطوة أو ربّما طبّقتيها بالفعل بطلب الدعم من أمّك في رعاية طفلك لفترة معيّنة من الزمن أو مساعدتك في إعداد الطعام.
هناك وسائل أخرى للحصول على المساعدة، ففي بعض المناطق يمكن أن تجدي عاملة بالسّاعة لتساعدك على الانتهاء من أعمال المنزل، أو قد تلجئين إلى تخصيص يوم لإعداد وجبات الغداء وحفظها في الثلاجة لتوفير الوقت بقيّة الأيام لتقضيه في الكتابة.
فكّري في مثل هذه الحلول فقد تكون مفيدة وتساعدك.
٦. كوّني علاقات مع أمّهات كاتبات
قد يتفهّم المجتمع أنّك معلّمة أو موظّفة لكنّه يصعب عليه أن يتفهّم أنّك كاتبة، وهذا قد يشعرك بالعزلة في مجتمعك وكأنّك حالة شاذة وربّما يضغط عليكِ المحيط العام لكي تبتعدي عن الكتابة، لذلك سيكون من المفيد جدًا أن تتعرّفي على أمّهات كاتبات مثلك تتشاركن الاهتمام بالكتابة وتتبادلن الدّعم والتشجيع والتجارب والخبرات من أجل حياة أسهل وأجمل مع الكتابة.
—————————————————
كانت هذه التدوينة رقم #١٩ من تحدّي ٣٠ يومًا مع الكتابة.
ساعدْني على الاستمرار في التّدوين اليومي بإهدائي سؤالًا حول كتابة المقالات وتحريرها واللغة العربية، لأكتب عنه تدوينة.
ولا تنسَ الاشتراك في نشرتي البريدية في الصفحة الرئيسة من المدوّنة.
أراكم غدًا في التّدوينة القادمة بإذن الله.
.
2 تعليقات
تدوينة على الجرح أستاذة مريم.
الأم الكاتبة تواجه الكثير من التحديات، تخيلي أكون منسجمة في كتابة فكرة وفجأة تطلب طفلتي الذهاب للحمام على سبيل المثال🥴، فينقطع حبل الأفكار وفي أحيان كثيرة يتبع ذلك طلبات أخرى فتغادر الفكرة غاضبة دون رجعة 😢
كان الله في عونك ندى، أنا أحاول إنّي ما أبدأ الكتابة إلّا وأنا مأمّنة المكان 😂
يصلح معي لأن أولادي كبار، لكنّ الأطفال الصّغار صعب، الأمّ متاحة ٢٤ ساعة.
شاركينا خبراتك عن الأمّ الكاتبة في تدوينة.