لربّما خطر ببالك يومًا أن تُنشئ مدوّنة على الإنترنت أو ربّما راودتك أفكار بأن تكون كاتبًا في يومٍ ما في مكان ما، لكنّك ما زلت متردّدًا في إنشاء مدوّنة والشروع في الكتابة ومتشكّكًا في أنّها خيار صحيح بالنّسبة لك.
قد يجول بذهنك تساؤلات بين الحين والآخر؛
هل يمكن أن أكون مدوّنًا ناجحًا؟ وهل أستطيع أن أكتب أو أعبر؟
وهل حقًا سيعجب النّاس بما أكتبه؟ وهل يستحقّ ما أعرفه أصلًا أن يُنشر؟
وليتني أعرف هل يمكن أن أكتب جيّدا وهل لدي ما يفيد أو يمتع لكي أكتبه؟
هذه الحالة من التّردّد أعرفها جيّدًا لأنّني مررتُ بها على مدى سنوات؛ فقد أنشاتُ مدوّنتين ولكن لم أنشر فيهما كلمة واحدة، وظلّ هاجس الكتابة يلاحقني إلى أنّ منّ الله علي وبدأت الكتابة في مدوّنتي هذه.
أحاول في هذه التّدوينة أن أساعدك لكي تعرف ما إذا كنت جاهزًا لإنشاء مدوّنتك الأولى أم لا؟
سأذكر هنا ٥ علامات إن توفّرت فيك كلّها أو أكثرها فأنت جاهز ومستعد لأن تطلق مدوّنتك في أقرب وقت.
١. تحبُ الكتابة وتستمتع بها
لعلّ هذه أبرز علامة؛ فإن كنت ترى نفسك كاتبًا حتّى لو بينك وبين نفسك؛ شغوف بالكتابة وتستمتع بها، تقبل على شراء الدفاتر والمفكرات والأقلام لأنك تسعد بالكتابة والتّحدث إلى نفسك عبرها، وتحبّ أن تسجّل مشاعرك وأفكارك وحتّى يوميّاتك، فهذا يدلّ على أن بداخلك كاتبًا.
أضف إلى ذلك أنّك لو رجعت بالزّمن قليلًا فقد تتذكّر أنّك كنت جيّدًا في حصّة التّعبير، أو كنت تكتب فقرات الإذاعة الصباحية أو مجلّة الحائط، أو كنت تحصل على مدح أساتذتك في الجامعة لأن الأبحاث التي كنت تكتبها مميّزة.
وليس أساتذتك وحسب بل حتّى أنت شخصيًّا تعجب من كتابتك عندما تعود إليها بعد مدّة وتقول لنفسك: أأنا من كتب هذا؟ والله أنا كاتب جيد؟
٢. تكتبُ منشورات طويلة على منصات التواصل الاجتماعي
ذلك يعني أنّ لديك شيئًا تريد أن تقوله للعالم، لديك أفكار تريد أن تشاركها ولديك القدرة الكتابية لكتابة محتوى طويل تسهب فيه في ذكر معلومات تعرفها وتوضيح آرائك وخبراتك، ويلحق بذلك أنك تكتب تعليقات طويلة على المنشورات التي تقرؤها بحيث تضيف وتستدرك وتشارك أفكارك وتصحّح الأخطاء حيث وجدت.
إذا كان لديك ذلك النّفس الطّويل في الكتابة فالمكان الصحيح لكتابتك ليس على مواقع التّواصل الاجتماعي بل في مدوّنة شخصية تعرض فيها أفكارك وتساعد النّاس بعلمك وتخلق مجتمع مهتم بما تقدّم، إمّا كتابتك في مواقع التّواصل فهي هدر لجهدك وعلمك لأنّك لا تملكها وهي عرضة لأي تغيير وفق أهواء مالكيها.
٣. لديك معرفة تريد أن تشاركها مع العالم
فقد تكون شخصًا متخصّصًا ولديه خبرة مهنيّة أو حياتيّة تستحقّ المشاركة، فلكلّ إنسان خبرته الفريدة التي لا تشبه أحدًا آخر. وسواء كنت مازلت تزاول مهنتك أو كنت متقاعدًا؛ فمخزونك من المعرفة يهيّئك لأن تطلق مدوّنتك وتشارك معرفتك وتكسب أجر نشر العلم.
وربّما تكون شخصًا يقرأ كثيرًا ويستهلك محتوى مفيدًا وحديثًا، وتريد أن تشارك ما تعلّمته لتحتفظ به في ذهنك وتفيد به غيرك، خاصّة إذا كان المجال جديدًا أو أن المحتوى المتاح حوله يعجّ بالأخطاء والمغالطات فسيكون الوقت مناسبًا لبدء مدوّنتك.
٤. لديك الرّغبة في مساعدة النّاس
لعلّ ذلك من أهمّ العلامات التي تدلّ على أنّك جاهز للتدوين؛ لأنه طريق سهل لتحقيق رغبتك في مساعدة الآخرين وخدمتهم؛ فالتدوين والكتابة عبر الإنترنت يتيح لك مساحة غير محدودة لمساعدة النّاس وحل مشكلاتهم والإجابة عن أسئلتهم، وأنت في مكانك.
فإذا كنت تبحث عن طريق لتزكية علمك وبذل معرفتك في خدمة النّاس فأنت جاهز للكتابة في مدوّنتك لمساعدة النّاس وإرشادهم لما يحتاجون.
٥. يخبرك الناس أنه يجب عليك إنشاء مدونة
هذه علامة رائعة على أنه يجب عليك بالفعل أن تنشئ مدوّنة، وعادة يقول الناس ذلك عندما يكون لديك ثروة من المعلومات حول موضوع معين وتكون بارعًا في شرحه ومشاركته مع الآخرين، لا سيّما أن رأوك تنشر على مواقع التّواصل وهي غير آمنة ولا تحفظ كتابتك.
وخير مثال على هذه العلامة ما نشره الأستاذ طارق بن محمد السّلمان على حسابه في منصّة إكس، حيث اقترح عليه بعض زملائه أن ينشئ مدوّنة. انظر الصورة أدناه.
فإذا سمعت من الأصدقاء والعائلة أنه يجب عليك إنشاء مدونة، فقد تكون هذه علامة على أن الوقت قد حان للقيام بذلك أخيرًا ومشاركة صوتك.
كانت تلك ٥ علامات تدلّ على أنّك جاهزٌ ومستعدٌ لبدء مدوّنة، لا تتجاهلها وابدأ في إنشاء مدوّنتك في أقرب وقت ممكن.
—————————————————
كانت هذه التدوينة رقم #٢٩ من تحدّي ٣٠ يومًا مع الكتابة.
ساعدْني على الاستمرار في التّدوين اليومي بإهدائي سؤالًا حول كتابة المقالات وتحريرها واللغة العربية، لأكتب عنه تدوينة.
ولا تنسَ الاشتراك في نشرتي البريدية في الصفحة الرئيسة من المدوّنة.
التّدوينة القادمة ستكون التدوينة رقم #٣٠ والأخيرة في تحدّي ٣٠ يومًا مع الكتابة
مصدر الصورة Photo by Robert Ruggiero on Unsplash
6 تعليقات
شكرًا مريم على ما تقدّمينه، ممتع ونافع لأبعد مدى لأنه واقعي وعمليّ.
أعتقد أنّي أمتلك العلامات الخمسة، لكنّ مشكلتي أمرً سادس! وهو الاستمرارية على وتيرة ثابتة.
فأنا أشارك منشورات طويلةً نسبيًا أو أناقش أمورًا في عدة قصص على وسائل التواصل، لكن الأمر مرهونٌ بشدة إلى مزاجي ووقتي والظروف المحيطة.
هل عليّ أن أُجبر نفسي على النشر المتتابع أولاً على وسائل التواصل، كتجربة، ثم أقرر بعدها إن كان مجديًا إنشاء مدونة أم لا؟
مرحبًا حنين،
أسعدني تعليقك كثيرًا؛ فالتّعليقات ومشاركة الهموم تجدّد حماستي للكتابة.
لا أخفيك فأنا كنتُ أتحدّث مع نفسي عمّا سأفعله بعد تحدي الـ٣٠ يومًا مع الكتابة، وهل سأعود كالسابق رهينة التّسويف والمزاج والظروف؟
أقول لك ذلك لتعلمي أنّنا كما يقولون “في الهواء سواء”؛ لكنّي أخترع بين الفينة والأخرى وسيلة تدفعني للتحرّر من المزاج والظروف.
أمّا بالنّسبة لسؤالك، فأنا أشجّعك ابتداءً على إنشاء المدوّنة لأنّه تتوفّر فيك العلامات الخمسة بالإضافة إلى الأسباب الآتية:
١) لأنّ مواقع التّواصل غير آمنة ولا تملكين ما تكتبينه فيها.
٢) إذا أنشأتِ مدوّنة تستطيعين الاستفادة من تدويناتك بالاقتطاف منها والنشر مواقع التّواصل، لكن العكس صعب.
٣) الكتابة في المدوّنة -بالنسبة لي- أكثر جاذبية من مواقع التّواصل، لم أحدّد سبب ذلك بالضّبط لكن ربّما لأنّنا على مواقع التّواصل نضطر لأن نكتب بأسلوب معين لنلفت النّظر، أو ربّما لأننا يجب أن نوجز فلا يمكن أن أعبّر عمّا أريد ويكون الكلام مجتزأ أو ناقص، أو ربما أشعر أن الكتابة في تويتر كتابة تحت الضجيج، لا أعلم بالضبط ما سبب ذلك لكن الكتابة في المدوّنة محاطة بجوّ من العزلة والحميمية.
وربّما عليكِ أيضًا أن تفكّري في: ما هدفك من الكتابة على مواقع التواصل؟ وما هدفك البعيد من الكتابة؟
ابدئي مدوّنة واكتبي بحريّة وذوقي حلاوة التّدوين، واجعلي الأمر بسيطًا أنشئي مدوّنة مجّانية وحلّقي في سماء التّدوين، وارسلي لي الرابط 😍
يبدو أنه سيتم إضافة هدف جديدة لأهداف العام ♥️🔥
مرحبا بكِ في عالم التدوين رزان 🤍
رائع أستاذة مريم ماتقدمينه من يعطي طاقة ايجابية ومحفزة
أسعدني تعليقك منال، نفعني الله وإيّاك بما نقرأ ونكتب.