هل أحببت العنوان؟
أنا أيضًا أحببتُه، لأنّه يشجّعني على التخلّص من أغلال المثاليّة والتّدقيق الكثير سواء قبل الكتابة أو أثناءها أو عند النّشر.
لا تظنّ أنّي بكتابتي لهذه التدوينة أصبحتُ خبيرة في التخلّص من المثاليّة ولكنّي أحاول، ولذلك أشاركك إيّاها لنشجّع بعضنا ونتواصى بما ينفعنا من خير.
في الواقع كانت تلك الفوائد تتراءى لي بين الفينة والأخرى فأسعد وأنشط للكتابة، ثم تختفي لأن رغبة الكمال تطغى فتغطّي عليها وتنسيني إيّاها، وأظنّ أنّي لو عدتُ لبعض تدويناتي سأجد هذه الفوائد منثورة فيها وموزّعة بينها.
وجدتُها شبه مجتمعة في تدوينة بعنوان هل طلب الكمال يعيق إنتاجيتك؟
(Is Perfectionism Stalling Your Productivity؟)
أعجبتني هذه المقالة ورأيت أن أستفيد منها في كتابة تدوينة تظهر مزايا أن تكتب تدوينات ناقصة وغير مثاليّة، بالتّأكيد أنا لا أشجّع على كتابة تدوينات مليئة بالمعلومات الخاطئة أو تعجّ بالأخطاء اللغوية، لكن ما أعنيه وأشجّع عليه هو أن نكُفّ عن التدقيق المبالغ فيه وأن لا نتردّد في نشر تدوينة مفيدة وبمستوى معقول من الجودة.
٤ فوائد لنشر تدوينات ناقصة وغير مثاليّة
١. تعزّز علاقتك الإنسانية مع القرّاء
لأنّ التدوينة الناقصة تبدو طبيعيّة أكثر، وأنّ كاتبها إنسان طبيعيي مثلهم تمامًا يمكن أن يخطئ أو ترتبك كتابته، وهم يحترمون ذلك ويقدّرون ما تكتبه وأنّك مستمرٌ في التدوين الكتابة، ولا يلتفتون لجوانب النقص البسيطة.
٢. تشجّع القرّاء على التّعليق
من الرائع أن تكتب تدوينة وافية وشاملة، لكن كتابة تدوينة فيها شيء من النقص جميل أيضًا فهو يشجّع القرّاء على التّعليق والتّفاعل بطرح سؤال أو بالاستدراك والإضافة، ممّا يزيد ارتباطهم وعلاقتهم بمدوّنتك.
ستساعدك تعليقات القرّاء تلك على تحسين تدوينتك الحاليّة، أو ربّما تعطيك فكرة جديدة للكتابة عنها وهذه نقطة مهمة ومفيدة جدًّا للمدوّن تساعده على الاستمرار ولقد ذكرتها في تدوينة ما الحيل التي أستخدمها للكتابة السريعة اليوميّة واستدامة التّدوين اليومي؟ فتفاعل القرّاء وأسئلتهم هي وقود لاستمرار الكتابة.
٣. ستشعر بالفخر عندما تلتزم بجدول النّشر
غالبًا ما يكون لدى المدّون جدول للنّشر، إمّا أن يخطّط لأن يكتب كل أسبوع أو يحّدد أيّامًا للنّشر، أو قد يكون لديه جدولًا بالعناوين وتواريخ نشرها.
الالتزام بجدول النّشر يمنحك شعورًا لذيذًا بالإنجاز، وستشعر أكثر بلذّة ذلك الإنجاز عندما ترى مدوّنتك قد امتلأت بالتّدوينات التي ما تلبث أن تتطوّر وتتحسّن، وسترى حينها أنّها لم تكن بذلك السوء الذي كان يجعلك تتردّد في نشرها، وستقول لنفسك: خيرًا فعلتُ بنشرها.
٤. تتخلّص من هاجس الكمال والمثاليّة
وتدرك أن الكتابة على الإنترنت ليست كالكتابة الورقية التّقليدية، فالكتابة والنّشر التقليدي على الورق تبقى فيه الكلمة إلى ما شاء الله، ولن تستطيع الوصول للنّاس لتصحيح ما قرأوه إن أخطأت مثلًا.
لكن في التدوين والكتابة على الإنترنت يمكنك التعديل بسهولة، وليس بينك وبين التّعديل والتّصحيح إلّا فتح حاسوبك، سواء كان ذلك التّعديل بناءً على تعليقات القرّاء أو على مستجدات حصلت عليها أو أفكار جديدة توصّلت إليها.
ودعوني أخبركم بأنّني في تحدّي ٣٠ يومًا مع الكتابة أفعل ذلك، فأستدرك في أي وقتٍ أشاء بالتّعديل والإضافة، بل هناك تدوينات بعينها أجزم بأنّها تحتاج مراجعة وسأفعل ذلك بإذن الله.
حيث أنوي -إن شاء الله- أن أعود لتدوينات التّحدّي بأن أقرأ تدوينة في كلّ يوم وأراجعها وأعدّل عليها.
هل تعيقك المثالية وطلب الكمال عن مواصلة الكتابة والنّشر في مدوّنتك؟
شاركنا الحلول التي تتّبعها
—————————————————
كانت هذه التدوينة رقم #٢٤ من تحدّي ٣٠ يومًا مع الكتابة.
ساعدْني على الاستمرار في التّدوين اليومي بإهدائي سؤالًا حول كتابة المقالات وتحريرها واللغة العربية، لأكتب عنه تدوينة.
ولا تنسَ الاشتراك في نشرتي البريدية في الصفحة الرئيسة من المدوّنة.
أراكم غدًا في التّدوينة القادمة بإذن الله.
مصدر الصورة البارزة Photo by Brett Jordan on Unsplash