مدونة مريم
  • الرئيسية
  • مدونتي
  • نبذة عني
  • تواصل معي
عفْو الخاطر

هل الكتابة أنثى؟

بواسطة مريم بازرعة 22 فبراير 2023
بواسطة مريم بازرعة 22 فبراير 2023
205

قد يبدو سؤالا فلسفيا عميقًا، لكن الأمرَ أبسطُ مما تظن، وإجابتي كالتالي:

لُغويًا: نعم، الكتابةُ مونثةٌ تأنيثًا لفظيًّا، لوجودِ التاءِ المربوطة.

تأمُّليًّا: هذا ما سنُفكِّرُ فيه، ولا أعلمُ أين سيصلُ بنا التفكير؟!

لكن ما الداعي لهذا السؤال؟

الداعي وببساطة أن هناك ملاحظةً لا تخطئها العينُ في تويتر، وهي أن أغلبَ مشاركاتِ #تحدي_التأمل -إن لم تكنْ كلّها- تدويناتٌ نسائية. فبنظرةٍ على مسلسلِ (ثريد) تغريدات التدوينات المشاركة، غالبًا سترى:هيفاء، مريم، زهرة، سارة.. .

ولن أستغربَ أبدا أن كانت التدويناتُ المشاركةُ في اليوم الثالث من التحدّي حول هذه الملاحظة. إنها لافتةٌ وتستحقُّ التأمّل.

طرأ العنوانُ على ذهني دون تفكير؛ هل الكتابةُ أنثى؟ فلنبحث إذن عن ذلك في غوغل. نتائجُ البحث في الصفحة الأولى تحوي كلمتي: الكتابة وأنثى، وهذا شيء بدهي أن تتلازم هاتان الكلمتان في سياقات مختلفة. لكن السؤالَ بنصّه غير موجود. فلنحاول إذن أن نجيبَ على هذا السؤال.

هل النساء أكثرُ كتابةً أوتدوينًا من الرجال؟ هل سبق أن بحثَ أحدٌ في إحْصاءِ نسبة تدوينات الإناث إلى الذكور في التدوين عموما، والتدوين العربي خصوصا؟ مجرد تساؤلات لا وقت لإدراك إجاباتها؛ إنما هو تمرينٌ على الكتابةِ يُسلَّم في يوم واحد، وليس بحثا علميًّا منهجيًّا؛ لذا لن أتورعَ عن الافتراض الانطباعي، والتأمّل والتحليل، إلى أن يثبت العكس.

الإجابةُ الأوليةُ والمبدئيةُ تقولُ أنَّ الكتابةَ كلامٌ، والمرأةُ تُحبُّ الكلامَ، وأنّها تتكلمُ أكثرَ من الرجل. وبرأيي أن هذا القولَ صحيحٌ، وتصحيحُه لا يعني القبولُ بما يفعلُه بعض الرجالِ من ذكرِ ذلك في سياقِ الانتقاصِ من المرأة، وترسيخ صورة نمطية سلبية عنها.

نعم، الغالبُ على النساءِ أنّهنّ يتكلمْنَ أكثر من الرجالِ، وهكذا خلقهنّ الله، وهو أعلمُ بخلقِه سبحانه: “ألا يعلمُ منْ خَلَقَ و هو اللطيفُ الخبير”[1]، وقد تظهر دراسات حديثة هناك وهناك تتكلم عن كيف أن هذه الخاصية مفيدةٌ للإنسانية، وأن لها أدوارًا جليلةً للبشرية، ونرددُّ حينها: يا سبحان الله!

وللتوضيح أكثر نقول: أن الكلام عند النساء -نسبيًّا- أكثرُ منه عند الرجال، وقد يوجد نساءٌ قليلاتُ الكلام. وأنَّ الغالبَ على الرجالِ أن كلامّهم أقلُّ من النساءِ، وقد يوجد رجالٌ كثيرو الكلام.

نعود لسؤال العنوان: هل الكتابة أنثى؟

ويمكن صياغته بصورة أخرى وهي: لماذا المشارَكات في (#تحدي_التأمل) أغلبها – إن لم يكن كلها- من فتيات؟

خَطَر لي أن تكون الإجابة من خلال هذه الأسئلة التفصيلية:

  • س1: هل تخاف المرأةُ من الإعلان عما بداخلها فتلجأ إلى الكتابة؟
  • ج1: ربّما.[2]
  • س2: هل تخشى من تفسير ٍخاطئ لكلامها ممن حولها؟ أو ربما تجد نفسها غريبة بينهم فتلجأ إلى الكتابة؟ (السؤال الأول بطريقة أخرى)
  • ج2: ربُّما أيضا.
  • س3: هل هي أكثر تأمّلًا من الرجل؟
  • ج3: لا أعلم. لم يمرّ علي شيءٌ بهذا الخصوص، ولا أستطيعُ أن أستنتج.
  • س4: هل المرأة أكثر تأثرا بالعواطف والمشاعر؟
  • ج4: بالتأكيد، وربما يكون هذا تحديدا ما تخشى إظهارَه. وبمسحٍ سريع للتدوينات المشاركة في #تحدي_التأمل، نجد فيها الكثير من المشاعر.
  • س5: هل تختلف تدوينات الرجل عن تدوينات المرأة؟
  • ج5: لا أعلم، ولكن قد تميل تدوينات الرجل لأن تكون أكثر عملية، أوتحليلات منطقية، إجراءات وخطوات، تُجيب عن أسئلة تدفع للفعل بعدها، وليس الاستمتاع بالتعبير.
  • س6: هل المرأة أكثرُ ميلا لـ (التحدِّي) و(التأمّل)؟
  • ج6: ربما تكون حماسيّة أكثر من الرجل، وتميل للأنشطة واللعب.
  • س7: هل يتعالى الرجلُ على المشاركة في مثل أنشطة #تحدي_ التأمل ؟ ويكبّر دماغُه؟
  • ج7: ربما ما يوجّه الرجل للمشاركة هو سؤال: ماذا سأستفيد من الكتابة؟

في الختام أقولُ: إن التأملّ ذو شجون، وبعد أن وقفتُ على أطرافه، ولم أعرف ما وراءه، رأيت أن أرتدَّ وأُلملمَ تأملي؛ لأخرج بهذه التدوينة.

هلاّ شاركتموني تأملّكم حول تدوينتي هذه.


[1] سورة الملك.

[2] اكتفيت بإجابة مختصرة؛ لأن الكلام يُحتمل في جميع الاتجاهات، ولا مجال للتفصيل.


التاريخ الأصلي للمقالة

مارس 22, 2021

تحدّي التّأمل
0 تعليقات 0 FacebookTwitterPinterestEmail
مريم بازرعة

كاتبة ومدرّبة كتابة، أوظّف خبراتي التراكميّة في اللغة العربيّة، والتّعليم والتّدريب، وكتابة المحتوى وإدارة مشاريع المدوّنات للشركات؛ لتمكين النّساء من الكتابة عبر الإنترنت ومشاركة أفكارهن مع العالم وتحقيق رسالتهن.

المقال السابق
ماذا يعجبُك في ايكيا؟
المقال التالي
وسائل “التّمويه الاجتماعي”

المقالات ذات الصلة

انطباعي عن رواية “العطر .. قصّة قاتل” [الرواية محاولة تتويج للرائحة وحاسّة...

29 يوليو 2024

خطة قراءة مقترحة من أجل تطوير الكتابة باللغة العربية لدى كتّاب المحتوى...

13 مارس 2024

٥ فخاخ في طريق الاستمرار في الكتابة والتّدوين اِحذرْ أن توقِع بِكْ

8 مارس 2024

لمن يسأل كيف أتعلّم الكتابة؟ إليك ٨ نصائح للبدء بتعلّم الكتابة والانطلاق...

7 مارس 2024

وقفات مع العلاقة بين الكتابة والصباح وتأثير كلٍّ منهما على الآخر

6 مارس 2024

كيف أفادتني الكتابة في حياتي؟ تجربة شخصيّة

5 مارس 2024

ما الطرق التي يجب أن نتّبعَها للاهتمام باللغة العربية وتعلّمها ببساطة؟

4 مارس 2024

كيف تكتب تدوينة يوميّة دون سابق تحضير؟

3 مارس 2024

ما الحدّ الأدنى من أساسيات الكتابة الفاعلة باللغة العربية التي تعطينا أكبر...

2 مارس 2024

في نهاية تحدّي ٣٠ يومًا مع الكتابة أعلنُ عن تحدّي التّدوين اليومي...

24 فبراير 2024

ترك تعليق إلغاء الرد

احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها في المرة القادمة التي أقوم فيها بالتعليق.

البحث

تصنيفات مقالاتي

  • التحرير اللغوي (11)
  • التعلُّم و التفكير (23)
  • الكتابة للأعمال التجارية (9)
  • اللغة العربية (19)
  • تعليم الكتابة للمبتدئين (39)
  • عفْو الخاطر (50)
  • كتابة المحتوى (43)
  • كتابة المقالات للمتقدّمين (31)

آخر مقالاتي

  • انطباعي عن رواية “العطر .. قصّة قاتل” [الرواية محاولة تتويج للرائحة وحاسّة الشمّ]

  • خطة قراءة مقترحة من أجل تطوير الكتابة باللغة العربية لدى كتّاب المحتوى والمدوّنين

  • ٥ فخاخ في طريق الاستمرار في الكتابة والتّدوين اِحذرْ أن توقِع بِكْ

  • لمن يسأل كيف أتعلّم الكتابة؟ إليك ٨ نصائح للبدء بتعلّم الكتابة والانطلاق في التّدوين

  • وقفات مع العلاقة بين الكتابة والصباح وتأثير كلٍّ منهما على الآخر

نشرتي البريدية

اشترك في النشرة الإخبارية الخاصة بي للحصول على منشورات مدونة جديدة ونصائح وصور جديدة. دعونا نبقى على اطلاع!

تابعني على مواقع التواصل

Facebook Twitter Instagram Telegram

اشترك في النشرة الإخبارية الخاصة بي للحصول على منشورات مدونة جديدة ونصائح وصور جديدة. دعونا نبقى على اطلاع!

كاتبة ومدرّبة كتابة، أوظّف خبراتي التراكميّة في اللغة العربيّة، والتّعليم والتّدريب، وكتابة المحتوى وإدارة مشاريع المدوّنات للشركات؛ لتمكين النّساء من الكتابة عبر الإنترنت ومشاركة أفكارهن مع العالم وتحقيق رسالتهن.

روابط سريعة

  • مدونتي
  • نبذة عني
  • سياسة الخصوصية
  • تواصل معي

معلومات التواصل

  • البريد الإلكتروني: info@marybaz.com
  • واتس أب: 966555718067+

حسابات التواصل

Twitter Instagram

آخر المقالات

انطباعي عن رواية “العطر .. قصّة قاتل” [الرواية محاولة تتويج للرائحة وحاسّة الشمّ]
خطة قراءة مقترحة من أجل تطوير الكتابة باللغة العربية لدى كتّاب المحتوى والمدوّنين
٥ فخاخ في طريق الاستمرار في الكتابة والتّدوين اِحذرْ أن توقِع بِكْ

 جميع الحقوق محفوظة | ©2024 Tadween LLC

مدونة مريم
  • الرئيسية
  • مدونتي
  • نبذة عني
  • تواصل معي

راسلني على الواتس أب